بعدما تم الاحتفال بمدينة وجدة عاصمة للمجتمع المدني برسم سنة 2018، أعلنت «منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والحوار» ، المعروفة اختصارا باسم (إيكسو) ، بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمجتمع المدني والعلاقات مع البرلمان ، رسميا يوم 6 أكتوبر الماضي ، مدينة تارودانت عاصمة للمجتمع المدني لسنة 2019. وقد كان هذا الإعلان بمثابة نداء لاستنهاض الهمم ، والتشمير عن السواعد من أجل إعداد وتنزيل برنامج يعكس الدينامية الحية والمتصاعدة التي يشهدها المجتمع المدني في مدينة تارودانت ، وكذا على صعيد المجال الترابي للإقليم برمته ، كما تشهد على ذلك المشاريع المنجزة في مختلف الجماعات الترابية ، والتي ضاهت في كثير من الأحيان المشاريع البنيوية والتجهيزات الأساسية الموكول إنجازها إلى الوزارات القطاعية. واستشعارا لثقل هذه المسؤولية /الأمانة ، بادرت ثلة من الجمعيات النشيطة الفاعلة في حقل المجتمع المدني بمدينة تارودانت منذ الإعلان عن المدينة عاصمة للمجتمع المدني برسم سنة 2019 ، برص الصفوف والانفتاح على فعاليات محلية مختلفة من أجل توفير أسباب الالتقائية لمختلف الأنشطة والمبادرات الجمعوية ، والعمل بالتالي على بلورة تصور متكامل ، قادر على إعطاء صورة حقيقية عن المهام والأنشطة التي ينهض بها المجتمع المدني في تارودانت. وفي إطار هذه الرؤية ، تم تشكيل «لجنة احتفالية تارودانت عاصمة المجتمع المدني 2019 « ، التي ضمت في عضويتها ممثلين عن لفيف من المنظمات المدنية الفاعلة في مجالات متعددة ومتنوعة وسط مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية بمدينة تارودانت ، توزعت ما بين الثقافة والرياضة والمجتمع والبيئة والتراث المادي واللامادي، والفنون ، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ، والتشكيل والطفولة وغيرها من حقول النشاط الهادف الذي يخدم الفرد والمجتمع. وضمن هذه الرؤية ، ايضا ، حرصت لجنة الاحتفالية على إشراك فاعلين آخرين ، من خارج دائرة المجتمع المدني ، على اعتبار أن هؤلاء الفاعلين يشكلون أطرافا وازنة ، ولا محيد عنها ، في أي مشروع أو مبادرة تنموية تروم خدمة الصالح العام ، وفي مقدمة هؤلاء الفاعلين، السلطات الإقليمية والمحلية ، والهيئات المنتخبة ، والمؤسسات العمومية. ويستند حرص «لجنة احتفالية تارودانت عاصمة المجتمع المدني 2019 « على توسيع دائرة الاشتراك في عملية الإعداد لبرنامج الاحتفالية ليشمل كافة المتدخلين في الفعل التنموي ، على وعي اللجنة بجانب مهم من المضامين الجديدة التي جاء بها دستور المملكة لسنة 2011 ، الذي نص على أن المجتمع المدني إلى جانب اللجان الاستشارية والفعاليات الاقتصادية وغيرها، تعتبر آلية مهمة من آليات الديمقراطية التشاركية ، وأدوات فعالة للترافع والمشاركة في تدبير الشأن العمومي. ولقيت الدعوة التي وجهتها لجنة الاحتفالية لمختلف مكونات النسيج الجمعوي في تارودانت قصد المشاركة في الإعداد للاحتفالية، تجاوبا عكسه الحضور القوي والنوعي لمسؤولات ومسؤولي الجمعيات المدنية في اللقاء التواصلي الذي احتضنته قاعة الاجتماعات التابعة لقصر بلدية تارودانت مؤخرا ، والذي أبان عن أن العديد من الجمعيات المدنية في تارودانت لديها مبادرات يتوفر فيها قدر كبير من النضج ، ومن شأن تنزيلها على أرض الواقع البرهنة على أن المجتمع المدني الروداني جدير بالفعل بأن ينعت بكونه شريكا حقيقيا وناجعا في الفعل التنموي. هذا التجاوب الذي يدعو للتفاؤل إزاء حيوية المجتمع المدني في تارودانت، جاء منسجما مع الأهداف التي توختها لجنة الاحتفالية من وراء عقد لقائها التواصلي مع النسيج الجمعوي المحلي ، والتي تشمل على الخصوص تقوية التشبيك والتعاون بين الجمعيات المحلية ومختلف الفاعلين التنمويين ، من مؤسسات ومنتخبين ، وذلك من أجل الرفع من وتيرة تنزيل المبادرات والمشاريع التنموية بالمدينة في شتى المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية وغيرها ، مع إعطاء اهتمام خاص لمقاربة النوع خاصة إزاء فئتي النساء والأطفال ، وكذا الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كما توخت لجنة الاحتفالية من وراء هذا اللقاء التواصلي، «التحفيز على تبادل وتلاقح التجارب خلال سريان فعاليات الاحتفالية ، وتثمين المبادرات الجمعوية والتنموية المحلية الرائدة ، وجعلها قابلة للتسويق على الصعيد الوطني ، مما سيمنح مدينة تارودانت عن جدارة واستحقاق أهلية اعتبارها «عاصمة المجتمع المدني لسنة 2019».» وبعد مرور أيام معدودة عن اللقاء التواصلي الذي انعقد يوم 2 فبراير الجاري ، بادرت بعض الجمعيات إلى الإعلان عن مشاريع وأنشطة نوعية قابلة للإدماج في برنامج الاحتفالية الذي يتضمن مجموعة من الأنشطة المتنوعة ، من ضمنها على الخصوص ، عقد ندوة دولية حول المجتمع المدني بشراكة مع جامعة ابن زهر ، إلى جانب تنظيم قافلة تواصلية قصد التعريف بالمؤهلات الثقافية والسياحية والعلمية والحضارية للمدينة ، مع إبراز إسهامات النسيج الجمعوي لتارودانت في الفعل التنموي المحلي. ووفقا لما أعلنته لجنة التواصل المنبثقة عن لجنة الاحتفالية ، فإن هذه القافلة ستحل ضيفة على عدد من المدن المغربية ، أولاها مدينة تيزنيت يوم 2 مارس القادم ، لتعقبها مدينة تطوان ، ثم مكناس ،فوجدة ، لتتوجه القافلة في أعقاب ذلك نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة حيث ستحط الرحال في مدينة الداخلة . وسيتوج هذا المسار التواصلي بتنظيم الحفل الرسمي لاحتفالية تارودانت عاصمة المجتمع المدني لسنة 2019، أواخر شهر شتنبر القادم ، والذي سيتم خلاله الإعلان عن المدينة الثالثة التي ستحمل مشعل عاصمة المجتمع المدني لسنة 2020.