رغم زحف التقنيات الحديثة على طريقة إستخراج (عصر) زيت الزيتون بالمغرب، لا تزال الطريقة التقليدية تقاوم "الإندثار" في قرية ارشيدة بإقليم جرسيف ، الذي يشتهر بإنتاجه لهذا النوع من الزيوت. فعلى بعد 56 كلم من مدينة جرسيف وبالضبط بقرية ارشيدة أصطفت "مطاحن/ معصرات"، تقليدية خاصة لعصر الزيتون وإستخراج الزيوت. فبعد جني الزيتون الذي يبدأ موسمه في منتصف شهر نونبر، يُحمل المنتوج إلى مثل هذه "المعصرات" ل "طحنه" و"عصره" لإستخراج زيته التي تسعمل كغداء ودواء ، ولكي يصل إلى المائدة يمر بأشواط طويلة وشاقة. في وسط إحدى هذه"المعصرات" إنتصبت آلة حجرية دائرية كبرى تتوسط صحنا كبيرا مرتفعا على الأرض بحوالي المتر. في هذا الصحن الكبير أو كما يصطلح على تسميته "بالحوض" توضع به كمية من الزيتون الأخضر والأسود، لينطلق الحجر الكبير في الدوران، عن طريق جره بواسطة بغل أو بغلة لطحن الزيتون. بعد ذلك يتم وضعه في شواري مصنوعة من نبات الحلفاء يطلق عليها "الشامية " وحمله إلى آلات أخرى، وضعت على جانب آلة الطحن تسمى " الزيار"، حيث توضع هذه الشاميات واحدة فوق أخرى، يتم إحكامهن بواسطة لولبين حديديين من طرف عمال المطحنة، حتى تحتك الشوامي بعضها ببعض، فتبدأ زيت الزيتون في التقطير، مرورا بالنقير لتستقر بالخابية فيما بقايا الزيتون أو كما يصطلح عليه بالفيتور يفرغ بالخارج ويستغل كذلك في التدفئة . بعد تقطير الزيت تتسرب عبر النقير إلى مخزن عبارة عن (خابية او مطفية)، لتصفية الزيت قبل إفراغها في براميل ونقلها إلى المنازل وتجهيزها للبيع. يقول ( محمدين ) فلاح شاب ورئيس تعاونية فلاحية يشرف على طحن الزيتون ، في تصريح لنا ، إن ثمن زيت الزيتون هذا الموسم عرف إنخفاضا مقارنة بالسنة الماضية، مشددا على أن "جودة زيت الزيتون هذا الموسم عالية". وأضاف أن عميلة إستخراج زيت الزيتون تستمر من شهر أكتوبر إلى شهر يناير. كما إسترسل قائلا أن الفلاحيين يتكبدون معانات يومية مع الطرق والممرات المؤدية الى ضيعاتهم وحقولهم الفلاحية بسسب العزلة التي خلفتها الفيضانات الأخيرة التي شهدتها القرية وتركت من ورائها طرقا ومسالك غارقة في الأحجار والحفر الشيء الذي ساهم في تدمر وتأزم السكان بسبب التسيب والإهمال رغم النداءات والصرخات التي أطلقتها الساكنة لكن لا حياتي لمن تنادي.