قال العنطري عبد الرؤوف مدير البحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بمراكش، إن «منتجي الزيتون بالمغرب لم يستطع أي أحد منهم إلى حد الآن، أن ينتج زيت الزيتون ذات المذاق الفاكهي»، وأضاف في مداخلته «تأثير العوامل الفلاحية والتكنولوجية على الجودة الذوقية لزيت الزيتون» خلال الندوة التقنية «تطوير تقنيات ومهارات تسويق منتوجات الزيتون» المنظمة من طرف الغرفة الفلاحية لجهة الشرق، مؤخرا، بقاعة المحاضرات بالمعرض الجهوي للزيتون بجرسيف، أن «الصفات الإيجابية التي تتميز بها زيت الزيتون هي المذاق الفاكهي والمر والحاد، وذلك لأنها مشتقة من المواد الفينولية، التي تخول للزيت مدة صلاحية أطول». وعبر االمتحدث عن أسفه لفشل بعض المنخرطين بالتعاونيات في كشف رائحة الطماطم، ورائحة التفاح واللوز والزيت خلال ورشة تقنية لتذوق الزيتون قام بتأطيرها بالمعرض الجهوي، مضيفا «أن زيت الزيتون توجد بها هذه الروائح لأنها تحتوي على فواكه زيت الزيتون وفواكه أخرى»، ودعا منتجي الزيتون إلى العمل على إنتاج زيت الزيتون ذات المذاق الفاكهي لتقييم مميزاتها، مؤكدا أن «الصفات السلبية منتشرة بكثرة في زيت الزيتون حتى أصبح الخوف يلاحق الجميع، إذ نحن نتناول زيت الزيتون الخاطئة بصفات سلبية جعلناها صفات إيجابية، ولكن الصفات الإيجابية للزيت يجب معرفتها لتوفير أحسن جودة للمستهلكين». وأشار إلى «أن الصفات السلبية عديدة منها غياب النظافة ببعض معاصر الزيتون»، ومن ثم «يجب على مؤسسات الدولة وكل الفاعلين الفلاحيين كالتعاونيات والجمعيات، تنظيم طريقة الجني، وطريقة استخراج الزيت، وكيفية التعامل مع الشجرة لأن هذا يرفع من جودة زيت الزيتون».واعتبر «أن الفلاح مطالب بمعرفة صنف الزيتون ومميزاته وقوته لأجل استغلاله في إنتاج الزيت «، مضيفا «أن الفلاح أيضا يجب عليه مراقبة نضج الزيتون الذي يمر بمراحل متعددة من اللون الأخضر حتى اللون الأسود، إذ تصل عدد مراحل النضج إلى 8 ألوان». ودعا منتجي الزيتون إلى «عدم الخلط بين الزيتون المختلف الألوان، نظرا لأن مؤشر النضج حسب اللون أساسي في الجودة النهائية لزيت الزيتون». وتابع المتحدث إن «طريقة الجني مهمة سواء باستعمال العصا أو غيرها، وكذلك طريقة النقل سواء بالصناديق أو كيفة أخرى… و تخلتف مدة التخزين سواء للزيتون أو بالنسبة لزيت الزيتون، وأيضا عملية طحن الزيتون التي يقوم بها الفلاح في معصرة عصرية أو معصرة تقليدية، والجني الذي يجب أن يتم بشكل تقني وعقلاني لجني صنف متميز من الزيتون». ليخلص بأن الفلاحين المقبلين على جني الزيتون يلزمهم العمل على تحاليل خاضعة لمعايير وطنية تضمن للمستهلك جودة في المذاق وسلامة صحته في أعلى مستوى، حيث أن مراقبة الصنف وتحليل جودته يكون قبل دخول الفلاحين إلى الأسواق ونقط البيع. من جهة أخرى، كشف مجلس جهة الشرق، مؤخرا ، في إحصائيات جديدة له لعام 2018 في المعرض الجهوي الثاني المنظم بإقليم جرسيف، أن سلسلة إنتاج الزيتون يقدر إنتاجها ب 150 ألف طن بالجهة الشرقية، وذلك في مساحة تصل إلى 120 ألف هكتار، وبذلك تساهم جهة الشرق بنسبة 12% في الإنتاج الوطني لسلسلة الزيتون. وفي السياق ذاته، أشار رئيس الغرفة الفلاحية للجهة إلى أن المساحة المغروسة للزيتون ارتفعت بما يقارب 45% لتصل إلى 117 ألف هكتار، مشيرا إلى أن إنتاج سلسلة الزيتون بالجهة يقدر بنسبة 80% ليصل إلى 146 ألف طن، وقد خلقت سلسلة الزيتون 4 ملايين يوم عمل في مناطق الجهة.