الساعة تشير الى السابعة والنصف صباحا،رياح نهاية الخريف تحدث صريرا يولد في النفوس وقعا مخيفا يحول المكان الى شبه فيلم رعب، الكلاب الضالة تسرح بين الدروب والازقة مثل الضباع الجانحة حيث لا صوت يعلو فوق زعيق نباحها، وتحت جنح الظلام الحالك تتبدى اشباح تتدلى اعناقها داخل صناديق القمامة تلتقط بقايا طعام بائت او عظام بالية تعيد بها الروح لاجسادها الميتة جراء البرد القارس والعراء المقيت،نساء ضاقت بهن سبل العيش يخرجن متلحفات في رداءهن لا يرى منهن الا عيونهن مثل شعب الطوارق متأبطات محافيظهن مدعورات خوفا من تسلل احدهم من جنح الظلام ليسلب منهن اغراضهن او يهتك اعراضهن في غياب رجالات الامن الاشاوس العائدون الى بيوتهم بعد قضاءهم ليلة بيضاء مرابضون امام مقاهي الشيشة والقمار. هذه احياؤنا ودروبنا التي نستيقظ فيها وايدينا على قلوبنا خوفا على صغارنا التي تعاكس فيها مصابيح الاعمدة المنطفئة احلامهم الصغيرة فيرفضون الخروج من البيوتات خوفا من الظلام الفتاك.هناك حيث الشوارع الفسيحة الخالية حيث المنتجعات السياحية الرابضة تحت سفح الجبل وحيث شعب الله المختار مازال يستلذ باحلامه الوردية فوق اسرة مخملية تظل مصابيح الانوار مشتعلة تباهي ضوء الشمس الساطعة تتراقص اشعتها مثل سمفونية موسيقية تقود الحانها انامل قائد اركسترا عبقري فتنطفئ رويدا رويدا حتى يتوسط قرص الشمس علياء السماء الصافية. حتى الاضواء لها طبقيتها .