إن أي قارئ للقانون 13.88 المتعلق بالصحافة و النشر ، و له إلمام بالبرمجة يكتشف للوهلة الأولى أن القانون قد أغفل الجانب التقني خصوصا في الشق الذي يخص المواقع الإلكترونية . من جانبه فقد ركز القانون على الجرائد الإلكترونية ذات نطاق " w.w.w" . لن نتطرق للجانب القانوني و الجزري و سنركز على الجانب التقني فقط. إن العالم الإلكتروني مليء بالحلول التقنية و التي يتم تطويرها يوميا . فبالإضافة للمواقع ذات النطاق ، و التي كانت الأولى على مستوى الظهور ، لحقتها المنتديات ، التطبيقات ، فمواقع التواصل الاجتماعي. المواقع الإخبارية ذات النطاق أما المواقع الإخبارية ذات نطاق فمن السهل ضبطها بالرجوع إلى الشركة الحاضنة ، و حتى و إن كانت تحين من خارج المغرب . فمن السهل حجبها في المغرب ، بتعاون مع شركات الإتصال العاملة بالمغرب و المتحكمة في الشبكة ، غير أنها ستبقى في متناول القارئ الموجود خارج أرض الوطن ، من هنا لا يمكن التحكم في محتواها و الوصول إلى الجهة التي تصدرها. المنتديات هي مواقع مخصصة لتبادل الآراء و هي قريبة إلى حد ما إلى المواقع الإخبارية ، و تكون مبوبة و كل باب يختص بموضوع ، و لا يتحمل صاحب المنتدى أو إدارة المنتدى أي مسؤولية لأن قانون الصحافة و النشر لم يتطرق لوضعية المنتدى القانوني ، من هنا نحن نعتبر المنتديات بمثابة مواقع إخبارية ، و ستكثر هذه المنتديات بعد حجب المواقع التي لم تحترم الملاءمة . التطبيقات التطبيقات و هي الأكثر أهمية و هي الأكثر تداولا و استعمالا من طرف رواد الشبكة العنكبوتية .لأن التطبيقات تُستعمل عن طريق اللوحات و الهواتف ، و ليس لها نطاق ، و حسب الدراسات الأخيرة فإن أكثر من 90 في المائة من المواقع يتم تصفحها عبر تطبيقاتها . من هنا فإن التطبيقات و من الجانب التقني يمكن تحيينها دون تحيين الموقع الأصلي إذا ما تم حجبه ، و الطرق التقنية كثيرة لتحيين التطبيق ، خصوصا و أن التطبيق تابع لشركة عالمية سواء "بلاي ستور" أو " اب ستور". و حجبه غير ممكن إن لم نقل مستحيل . لأن التطبيق من الناحية القانونية في ملك الشركة المانحة أي "بلاي ستور" أو " ابستور" و ليس للقضاء المغربي أي سلطة على هذه الشركات التي تمتلك الآلاف من التطبيقات . من هنا نستنتج أن القانون 13.88 أغفل الجانب التقني فيما يخص الجرائد الإلكترونية ، هذا الجانب سيفتح المجال للاجتهاد ، خصوصا و أن الجانب التقني متحرك و غير ثابت بمعنى أن هذا الجانب يعرف ابتكارات و اجتهادات... مواقع التواصل الإحتماعي .
تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر تداولا و استعمالا و تأثيرا من كل الوسائل المتاحة ، لسهولة استعمالها و لتقنياتها المتنوعة ، بحيث أن وسائل التواصل الاجتماعي و على رأسها "فيسبوك" و " تويتر" لم يعد التحكم فيها و في محتواها بشهادة أصحابها ، اللهم بعض التدخلات التي تتم بين الفينة و الأخرى لإقفال بعض الصفحات . إن شد الخناق على المواقع الإخبارية سيشجع هذه الأخيرة على "الاستثمار" المجاني بمواقع التواصل الاجتماعي . خصوصا و أن مواقع التواصل الإجتماعي تشجع الصفحات ذات الطابع الإعلامي ، لأنها تستغلها في إحصائياتها التي تعود عليها بالمليارات من الدولارات ، هذه الإحصائيات التي يتم بيعها للشركات الكبرى ، التي بدورها تحتاجها في دراستها للسوق و عليها يتم تحديد السلع التي سيتم إنتاجها و تسويقها حسب الفئة العمرية و الدخل و الموقع الجغرافي ...ألخ .