حدثني صديقي (ط.ش) عن زيارته لمقهى وحانة الخبز الحافي في طنجة قائلا إنها، برغم اقتنائها من طرف فرنسي، ماتزال تحتفظ بصور الكاتب محمد شكري. وهذا شيئ جميل! لقد أغراني صديقي بزيارتها. ههنا أثر شكري وروحه! الكاتب، برغم غيابه، ماثل كأثر وروح! إن شكري لم يكن كاتبا عاديا، كان بكتب ذاته، روائبا، في العالم، وكان العالم يتحول إلى لغة مكثفة في كتاباته. يعتقد البعض، أومن قرأ كتابات محمد شكري، أنه كتب سبرة ذاتية، ليست هذه الحقيقة، ماكتبه محمد شكري هو سبرة روائية! إننا ما إن نحول العالم إلى لغة حتى يحدث تبديل، وتحوير، ولا تتمظهر هذه الذات في نظرتها للعالم إلا بواسطة تمفصلات اللغة. إن عالم الكتابة، ليس هو ما يوجد في الواقع، وإنما متخيلاته، التي تمتلئ بها الذات. أين بكون الكاتب حينما يكتب، لاشكله، وإنما تمظهراته، من يكتب، ومن بتكلم في الروابة!؟... الكاتب! لا، عليكم أن تكتشفوا ذلك بأنفسكم! لقد حان الوقت لإعادة قراءة كتابات شكري بطرق تأويلية مختلفة!.