اسدل الستار على مرحلة من تاريخ المغرب بعودته إلى حضن إفريقيا ، فقد تم بدل مجهود تاريخي و كبيرا جدا من طرف مجموعة من الاشخاص على راسهم جلالة الملك ، هؤلاء لا علاقة لهم بالحكومة و الأحزاب السياسية ، و كأن لسان حال الملك يقول لهذه الأحزاب بدون إستثناء أنتم تقاتلوا على المناصب و الإستوزار و أنا سأقاتل من أجل مصلحة الوطن و ما يفيد الوطن. جريدة "لومند" كشفت ما لم يتم الكشف عنه ، فقد إستغرق الترتيب لعودة المغرب للأسرة الإفريقية وقتا طويلا من خلال فريق وصفته الجريدة الفرنسية ب"فريق الأحلام" المختار بعناية من قبل الملك محمد السادس، الذي اعتمد على جماعة ضغط مكونة من أربعة أشخاص كلهم موجودون في إثيوبيا. في الواقع، يبدو أن الدبلوماسية المغربية أبلت بلاء حسنا، أفضل من لعبة كرة القدم، بعد هزيمة المنتخب المغربي أمام نظيره المصري خلال مرحلة الربع النهائي من كأس الأمم لإفريقيا. كان هذا الفريق الصغير قادرا على اللعب و تحقيق النصر في إثيوبيا ، هذا ما وصفت به جريدة "لوموند" الفرنسية "الواقعة" و نحن نعرف أن الواقعة في التاريخ تعني المعركة ، فعلا لقد كانت معركة إنتصر فيها الملك و الشعب . هناك شخص خامس ينضاف لهذا الفريق كان يعمل خلف الكواليس و هي الشخصية الخامسة رغم غيابها عن العاصمة الإثيوبية. وليست هذه الشخصية سوى مستشار الملك الطيب الفاسي الفهري، الذي تقلد منصب كاتب الدولة ثم وزير الخارجية ما بين 1993 و2011. ولعب الفاسي الفهري دورا في تعزيز العلاقة مع رئيس روندا بول كاغامي، وشرق إفريقيا بشكل عام"، بحسب ما كشف عنه مصدر مقرب من القصر. جريدة "لوموند"و صفت العملية برمتها بمقابلة في كرة القدم ، لتحدد مهام فؤاد عالي الهمة ب"ليبيرو" الفريق المغربي المختار من طرف الملك، وتعني الكلمة بالإسبانية ذلك المدافع الذي يلعب الأقرب إلى مرماه وراء بقية المدافعين، حيث كان يتمتع بحرية أكبر في الحركة في أديس أبابا. وهو أكثر اللاعبين قربا للملك ومستشاره المسؤول عن القضايا الأمنية، ومرافقه في جولاته التي يقوم بها كل مرة داخل القارة الإفريقية حسب الجريدة . منذ فبراير 2016، أصبح ناصر بوريطة وزيرا مكلفا بشكل رسمي إلى جانب وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، حيث يلعبان معا في وسط الميدان الدبلوماسي. ويعد بوريطة نتاجا لدبلوماسية محمد السادس. ووصف أستاذ العلوم السياسية مصطفى السحيمي ب"رجل الملفات"، وهو الممثل الرئيسي لدبلوماسية واستراتيجية الرباط حول قضية الصحراء، سواء أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الأممالمتحدة، التي شهدت في السنوات الأخيرة العديد من فصول الأزمة. وعندما كان الطيب الفاسي الفهري وزيرا للخارجية، كان بوريطة هو الذي يتحدث في معظم الأحيان إلى الصحافة، وفي الآونة الأخيرة كثيرا ما رافق الملك محمد السادس في جولاته داخل القارة، خاصة عندما ترأس مزوار قمة المناخ "كوب 22" التي عقدت في مراكش خلال نونبر 2016. ياسين المنصوري.و صفته "لوموند" بالمدافع. منذ سنة 2005، يعد المنصوري قائدا لأجهزة الاستخبارات المغربية في الخارج، وهو أول مدني يتم تعيينه على رأس الإدارة العامة للدراسات والمستندات "لادجيد". تلقى تعليمه بالمدرسة المولوية رفقة الملك. وفي برقية دبلوماسية مسربة من طرف موقع "ويكليكس" سنة 2006، وصفه مسؤولون أمريكيون ب"قيصر الأمن" لدى الملك تضيف الجريدة. وفي الواقع، فإن ياسين المنصوري هو المفاوض الرئيسي لأجهزة استخبارات البلدان الغربية والعربية المقربة من المغرب. وأحيانا ما تؤدي "لادجيد" دورها في الحماية بشكل مباشر لزعماء الدول الصديقة للمغرب، كما هو الحال بالنسبة للغابون وغينيا الاستوائية، بما في ذلك وظيفتها التنفيذية في منطقة الساحل، بحسب المحللين، فإن المدير السابق لوكالة المغرب العربي للأنباء ياسين المنصوري نادرا ما يتحدث إلى الصحافة. المهاجمة.. نزهة العلوي المحمدي على الرغم من أنه يصعب التوفيق بين مهمتي سفير المغرب في إثيوبيا والاتحاد الإفريقي، إلا أن نزهة العلوي المحمدي، سوف تضطلع للقيام بهاتين المهمتين لأول مرة، في وضع شبيه بدور المهاجم في كرة القدم. وتم تعيين العلوي المحمدي سفيرة للمغرب في أديس أبابا منذ أكتوبر 2016، بعدما كانت سفيرة في غانا لعدة سنوات. لومند وضعت وصفا دقيقا للخطة .. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة.. اين هي الأحزاب السياسية التي تصرف عليها الدولة مائات المليارات و معها الجمعيات الموازية من كل هذا ... فإذا كانت جريدة "لومند " و ضعت فريق متكامل الكل في مهامه و شبهتهم بفريق كرة القدم ..فإن موقع الأحزاب السياسية المغربية و معها النقابات و الجمعيات لا مكان لهم سوى كرسي الإحتياط.....