لاتخلو من سوء فهم كبير بين شخص يخاف هذا الكائن الحيواني حد الرهاب رغم بلوغي من الكبر عتيا وبينه هذا الذي يطلقون عليه تارة إسم الكلب الوفي وتارة بالحارس الأمين. عندما أراه من بعيد مستلقيا على بطنه والممر ضيق حتى وإن كان يؤدي إلى كنز علي بابا فإني أستطيع أن أغير إتجاهي ولو تطلب مني ذلك المشي نحو القطب الشمالي المتجمد.كيف لا وأنا الذي ذقت ألم العضة وإكتويت على إثرها بوخز أربعين إبرة .ذات مساء طفولي كنا نسابق بعضنا البعض بواسطة القارب ذو العجلات فوق إسفلت لزق نحدث ضجيجا يصل صداه عتبات الأمكنة المعتمة داخل دروب لا مخرج لها ، هناك كان كلب أسودا يغط في نوم عميق بأذنين مشرأبتين كلواقط الفضائيات تتحسسان كل صغيرة وكبيرة حتى وإن كانت على بعد أميال،كنت أنا من يدفع الراكب فوق القارب المطمئن في جلسته حافي القدمين كحي بن يقظان سرعان ما كانت تلك الدفعة قوية جعلت العجلات تصطك مع الإسفلت محدثة ضجيجا ألهبت حماس الكلب الشرس الذي جاء مسرعا كأنه فهد يطارد غزالة فوثب علي غارسا أنيابه في فخدي محدثا شروخا كأنها أخاديد واد سحيق أما صاحبي فكان دفعي له بتلك القوة كافيا لتجعله يمشي راكبا مطمئن البال حيث أسفل الشارع .وكان نصيبي أنا أربعون حقنة بالتمام والكمال حاولت أن أتخلى عن نصفها فجاء البوليس إلى منزلنا يبحثون علي كأنني فار من العدالة خوفا من عدوى السعار التي قد تنتقل إلى أحدهم إن أنا لم أنهي عدد الحقن التي كانت من نصيبي.هذه الحادثة جعلتني لا أفرق بين كلب أليف وآخر شرس حتى ريمي نفسه الذي في الرسوم المتحركة،ألم يطلب مني أحدهم يوما أن أذهب إلى منزلهم لأحضر له مفتاح قد تركه عند أخيه فلما بدأت أطرق على الباب الذي كان عبارة عن أخشاب مهترئة بالكاد تسد منافذ المنزل إدا بكلبهم المفترس مقبل علي بعينين ملتهبتين وإنياب بارزة لم أجد من قول أنبس به من فرط الدهشة التي غمرتني عندها إلا أن قلت له هل حميدو موجود عندكم في المنزل.ولولا وجود أم صديقي التي خرجت مسرعة لتهدئ من روعه لكانت من نصيبي أربعون حقنة أخرى.