من المنتظر أن يعقد حزب الأصالة و المعاصرة مؤتمره الوطني ببوزنيقة من الفترة الممتدة بين 22 و 24 يناير الجاري ، و من المنتظر أيضا أن يحظر هذا المؤتمر أكثر من 3000 مؤتمر. اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي أنيطت مهمها لمحمد الشيخ بيد الله قد أنهت عملها في الوقت المحدد لها ، ويتم وضع آخر اللمسات على مختلف الوثائق التي سيتم طرحها للنقاش أمام مناضلي الحزب. فهل سيختار المؤتمر بديلا لمصطفى الباكوري الأمين العام للحزب الحالي ، هذا الأخير الذي ولد بمدينة المحمدية سنة 1964، رغم أنه من أصول ريفية حيث يعتبر والده سليل عائلة عاشت في جبال الريف قبل أن تنخرط في سلك الجندية. عاش مصطفى طفولته في الحي الشعبي الشهير «السوق لقديم»، كان عاشقا للبحر ولفريق شباب المحمدية لكرة القدم، قبل أن يقرر الانخراط كليا في الدراسة نظرا لصرامة الوالد الذي كان يشتغل في سلك القوات المساعدة، لذا كان مصطفى يلقب بين أقرانه وجيرانه ب«ولد المخزني». وعلى الرغم من ضيق ذات اليد، فإن مصطفى الباكوري انتقل إلى فرنسا بعد حصوله على شهادة الباكلوريا التي نالها بميزة جيدة. هناك تابع دراسته ليتخرج، ضدا على رغبة والده الذي كان يريد أن يصنع منه رجل سلطة، مهندسا في تخصص القناطر، قبل أن يغير مساره صوب القطاع البنكي. كل المؤشرات تأكد أن إيلياس العماري هو الذي يطرح نفسه بقوة ليكون بديلا لمصطفى البكوري . كل من يعرفه لا يشكك في ذكائه وتوغله في أوساط متشعبة لا يمكن فك رموزها بسهولة ، فهو العارف بالشبكات الاقتصادية والسياسية، وهو الموجود خلف قرارات كانت حاسمة وقوية في مرحلة من المراحل.، انه أتى من لا شيء ، لكنه يملك اليوم القدرة ليصنع مواقع كبيرة لصالح كل من وثق به ، هو بالمناسبة رئيس جهة طنجة – تطوانالحسيمة الذي تردد كثيرا قبل خوض غمار تقلد منصبها . من قال أن الشواهد الدراسية تصنع الرجال الأقوياء في دواليب الدولة ، هذا الرجل لا يملك اي شهادة دراسية ، ليس لأنه لم يدرس بل لأن ظروفه الإجتماعية لم تسمح له بذلك ، خصوصا حين تم طرده من المدرسة بسبب أحداث يناير التي عرفتها مناطق الشمال على الخصوص تطوان و الحسيمة سنة 1984، وكانت التهمة هي تمزيق العلم الوطني. . يُعرف إيلياس العماري بمعاداته لأطروحات حزب العدالة والتنمية وللمرجعية الدينية لحركة التوحيد والإصلاح، رغم أن أباه محمد العماري كان فقيها في مسجد دوار "إمنود" حيث ولد إلياس سنة 1967 ، من هنا يعتبر العدو اللذوذ لرئيس الحكومة الحالي ، و تراهن عليه مجموعة من الجهات السياسية سواء داخل الحزب أو خارجه لإسقاطه ، فهو لا يخشى لومة لائم في وصف إبنكيران رئيس الحكومة المغربية بكل النعوت السيئة … من الأشياء التي ساعدته على النجاح في عالم السياسة بالأضافة إلى ذكائه الخارق ، صداقته لصديق الملك فؤاد عالي الهمة ، المفتح الرئيس لكل الابواب ، فإنما الأولى مكملة للثانية…. .