احتضنت مكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل يوم الخميس ندوة علمية في موضوع: "مسرح الطفل: مدخل أساس للتنمية الذاتية"، المنظمة في إطار فعاليات "ملتقى مرتيل الثاني عشر لمسرح الطفل" من قبل المنظمة الوطنية لفناني العرائس – فرع مرتيل. الندوة قدمها وسيرها الدكتور المعتمد الخراز الذي أشار في تقديمه إلى الوظائف المختلفة التي يحققها المسرح، من وظيفة تطهيرية وتربوية وجمالية وسياسية ونضالية.. ثم أشاد باختيار موضوع الندوة الذي استحضر وظيفة التنمية الذاتية وأكد على أهميته، خصوصا في ظل الاهتمام الواضح بموضوع التنمية الذاتية في الآونة الأخيرة، ثم أهمية مقاربة موضوع التنمية الذاتية بالنسبة للأطفال، الذين سيجدون في المسرح أحد المداخل الأساس والتاجعة لتمرير المبادئ والقواعد والمهارات، بدل تحقيقها بشكل تلقيني ومباشر. بعد ذلك أخذ الكلمة مدير ملتقى مرتيل ورئيس فرع المنظمة الأستاذ مصطفى الستيتو، الذي رحب بالمحاضرين والحاضرين، ووجه الشكر للجهات المدعمة للملتقى، وأشار في كلمته إلى دوافع اختيار الموضوع التي تأتي في سياق الاهتمام بالتنمية البشرية التي لا يمكن لها أن تحقق أهدافها دون الاهتمام بالفرد والتنمية الذاتية. المداخلة الأولى تقدم بها الدكتور المختص في علم النفس أحمد المطيلي، الذي افتتح مداخلته بمقدمة عامة تعرض فيها لأهمية المسرح بالنسبة للمجتمعات، وأنماط المسرح. لينتقل في المحور الأول من مداخلته إلى تحديد مفهوم المسرح، وتحديد عناصر نجاح المسرح التي وجدها في: "تفاعل مكونات المسرح" و"مس وجدان المشاهد وعقله وقيمه" و"جودة النص والتشويق" و"مهارة الممثل" و"توظيف التقنيات الحديثة"، في المحور الثاني تحدث الدكتور المطيلي عن وظائف المسرح؛ فاعتبر أن "المسرح أداة تعليمية وتعلمية وعلاجية يساعد على تنشيط العمليات الذهنية والوجدانية والحركية.."، وميز الباحث بين نوعين من المنافع التي يمكن أن يجنيها الطفل من المسرح، نوع يتعلق بالممثل، مثل: "اكتشاف الذات" و"تنمية قدرة التفاعل مع الأحداث والأشخاص" و"تعزيز الثقة بالنفس".. ونوع يتعلق بالجمهور، مثل: "اكتشاف شخصية الطفل (المواجهة والتفاعل..)". أما العوائق التي تحول دون تمثيل الطفل فميز ضمنها بين: العوائق الذاتية والعوائق الموضوعية. في المحور الثالث وقف المطيلي مع طريقتين تستعملان على سبيل التدريس والعلاج النفسي وهما "تمثيل الأدوار" و"السيكودراما"، ليختم مداخلته بالتأكيد على ان التمثيل "كشاف لمكنونات النفس. المداخلة الثانية ألقاها المهندس طارق المفتوحي، المدرب المحترف في التنمية الذاتية، الذي في مستهل عرضه أنه استفاد من تصورات طارق سويدان في بناء مداخلته. وقدرانطلق من عشرة أسئلة تعتبر مداخل أساسية لتحقيق التنمية الذاتية، نذكر منها: ما درجة تققيمك لذاتك؟ وما المقصود من تقييم الذات؟ وهل تتوفر لديك مهارات الاتصال بالآخرين؟ وهل تعرفت على قدراتك الإبداعية؟… وقد اعتمد المهندس طارق في عرضه على التفاعل مع بعض الحاضرين من خلال الأسئلة والحوار. كما حدد طرائق وإمكانيات استغلال المسرح في تحقيق التنمية الذاتية لدى الطفل. وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء حضره وساهم فيه بالنقاش عدد من الطلبة والأساتذة والباحثين والفاعلين الجمعويين والدكاترة من مدينتي تطوانومرتيل، منهم: المسرحي رضوان احدادوا، والدكتور عبد العزيز الحلوي، والدكتور والباحث عبد القادر الخراز، والأستاذ عبد الرحمن العمارتي، والدكتورة الشاعرة فاطمة الميموني، والدكتورة سمية المودن، والدكتور محمد الصبان، والمسرحي جمال العاقل، والدكتورة اعتماد الخراز، والفاعلة الجمعية حكمت المودن…