في ندوة المجلس العربي للطفولة والتنمية دعوة الفنانين إلى تغيير الصور السلبية عن الأطفال ذوي الإعاقة في السينما دعا المشاركون في ندوة "السينما العربية وقضايا حقوق الطفل" التي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية يوم الخميس 29 مارس 2012 بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، إلى ضرورة رعاية وتأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة باعتباره حق كفلته لهم الأديان السماوية والمواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية، وأكدوا على ضرورة تغيير المفاهيم الراسخة لدي المجتمعات العربية عن الأطفال ذوي الإعاقة، وضرورة دمجهم في المجتمع. كما طالبوا الفنانين بالاهتمام بالأعمال التي تخص هذه الفئة وبما يسهم في تغيير الصورة الذهنية السلبية عنهم. أدار الندوة الدكتور نبيل صموئيل نائب رئيس مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية ومدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية سابقا والخبير في مجال حوار الحضارات، حيث أكد في بداية الندوة – التي أقيمت في إطار فعاليات مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال - بأن السينما العربية ساهمت في ترسيخ النظرة السلبية عن الأطفال ذوي الإعاقة، وموجها الشكر للمجلس العربي للطفولة والتنمية لتبنيه لمثل هذه القضايا الهامة والمنسية، والتي لا تمثل أولوية على أجندة الحكومات أو حتى الكثير من المؤسسات الأهلية أو المفكرين والكتاب والفنانين، مؤكدا بأن قلة هى التي تعمل مع هذه الفئة وتقدم نماذج مضيئة عنهم. تحدث في الندوة الدكتور عبد المطلب القريطي أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية بجامعة 6 أكتوبر موضحا مفهوم الإعاقة والمرادفات المتداولة بين كافة الأوساط المجتمعية التي تعكس اتجاهات سلبية حيال هذه الفئة من الأطفال، ومؤكدا على حقوق هذه الفئة التي تمثل ما بين 3 إلى 15 % من عدد السكان. واختتم الدكتور القريطي مداخلته بالدعوة إلى أهمية وضرورة رعاية المعاق باعتباره حق بل وعملية استثمارية تعود بالنفع على المجتمع قبل المعاق ذاته، حيث أثبتت دراسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن المعاق يرد كلفة تعليمه 19 ضعف، وفي تونس 9 أضعاف.. مضيفا بأنه اذا لم تتم رعايته فإن المجتمع يكون قد خسر مرتين الأولى عندما حوله إلى عالة دون رعاية والثانية خسر جهده الإنتاجي الذي يمكن أن يضخ في عملية الاقتصاد القومي. في حين ركز الدكتور هناء عبد الفتاح الأستاذ بأكاديمية الفنون على مفهوم السيكودراما كنوع من أنواع التمثيل يتبنى نموذجا علاجيا بشكل يمس أحاسيس الطفل ذي الإعاقة من خلال معايشة واقعه المؤلم، أو هو العلاج الذي يعتمد على الفن لعلاج الأزمات النفسية التي يتعرض لها الطفل المعاق - من خلال محاولة فهم أعماق النفس البشرية للطفل ذي الإعاقة وأزمته الداخلية، والتعامل مع المشاعر التي تتحكم في تشكيل شخصية الطفل، لكي يتمكن هذا الطفل من الاندماج مع الأطفال الآخرين في المجتمع الذي يعيش فيه. وكانت الندوة قد عرضت تجربة المجلس العربي للطفولة والتنمية من خلال إنتاج العرض الدرامي مع الأطفال ذوي الإعاقة "ليس هناك مستحيل" التي قدمتها الدكتورة سهير عبد الفتاح خبيرة المجلس، وكذلك تجربة فيلم شجن شادي للكاتبة إيناس حلمي. يذكر بأن المجلس العربي للطفولة والتنمية في شارك في دعم ورعاية مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال منذ دورته الأولى في العام 1990 وعلى مدى تسع دورات متتالية، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس، كما خصص جوائز مادية لأفضل الأفلام العربية الموجهة للطفل بهدف تشجيع إقامة سينما الطفل العربي، حيث كان لدعم المجلس الأثر الكبير في نجاحه واستمراره كأول مهرجان عربي دولي في مجال سينما الطفل.