احتضنت مدينة الدارالبيضاء ما بين 16 و18 أبريل الندوة العربية حول ظاهرة عمل الأطفال في البلدان العربية بين إكراهات الواقع ورهانات العولمة من تنظيم الوزارة المكلفة بأوضاع المرأة ورعاية الأسرة والطفولة وإدماج المعاقين وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية بتعاون مع وزارة التشغيل والتكوين المهني والتنمية الاجتماعية والتضامن وبمشاركة الجمعية المغربية لمساعدة الطفل والأسرة. افتتحت الندوة السيد نزهة الشقروني الوزيرة المكلفة بأوضاع المرأة ورعاية الأسرة والطفولة وإدماج المعاقين بكلمة صرحت من خلالها أن العالم يعرف انخراط حوالي 250 مليون طفل في سوق العمل تتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشرة منهم 10 ملايين طفل في العالم العربي، مما يترتب عنه حرمان الطفل العامل من المقومات الإنسانية الأساسية للتنشئة الاجتماعية وحقه الطبيعي في التعليم والتربية والترفيه كما هو منصوص عليها في التصريحات والمواثيق الدولية والعربية المتعلقة بحقوق الطفل، ثم دعت إلى مواجهة هذه الظاهرة بالشجاعة والحلول العملية والواقعية وذلك بالقضاء على مظاهر العجز الاقتصادي والفقر وتوفير المقاعد الدراسية في المدن والبوادي... وفي ختام كلمتها أكدت السيدة الوزيرة على ضرورة ملاءمة التشريعات الوطنية لحقوق الطفل مع الاتفاقيات والمواثيق الدولية والعربية لتقوية الأدوات اللازمة لحماية الأطفال. وفي معرض حديثه عن هذه الظاهرة دعا الدكتور إبراهيم قويدر المدير العام لمنظمة العمل العربية لمواجهة ظاهرة تشغيل الأطفال في الوطن العربي إلى وضع خطط وطنية تقوم على أساس الواقعية والتدرج في معالجة المشكلة والعمل من أجل تحقيق هدفين مترابطين الأول: حماية الطفل من أسوإ أشكال العمل المستغل الثاني: حماية الطفل في أثناء العمل الذي لا تصاحبه سلبيات، ثم النظر إلى مشكلة عمالة الأطفال في إطار السياق الاجتماعي والاقتصادي العام للمجتمع كمدخل أساسي لحل مشكلة عمالة الأطفال. ولم يفت السيد قويدر التأكيد على ضرورة انخراط المجتمع المدني بمؤسساته غير الحكومية والمنظمات وأصحاب الأعمال والمنظمات العمالية للحد من انتشار هذه الظاهرة. وتهدف هذه الندوة العربية إلى دراسة ظاهرة عمل الأطفال في الدول العربية، والتعرف على الآثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناجمة عنها، وتحديد المخاطر المهنية التي قد يتعرض لها الأطفال والتي قد تعوق نموهم الطبيعي والبدني والعقلي، وكذا تبادل التجارب والخبرات الناجحة في مجال الحد أو القضاء على هذه الظاهرة. هذا وقد حضرت القضية الفلسطينية بقوة في هذه الندوة وذلك من خلال تنديد المشاركين بالهجمة الشرسة التي يتعرض لها أطفال وشعب فلسطين. حسنية الهواني