شاءت الأقدار أن تجعل من فتاة جامع مزواق التي تعرضت للطعن في مختلف أنحاء جسمها، و للتشويه على مستوى الوجه من طرف سفاح محترف الأسبوع المنصرم بطلة أحداث هذه الأيام، حيث تصدرت صورها المواقع الإخبارية بشتى تلاوينها و هي ترقد بالمستشفى، كما تعالت الأصوات أمام المحكمة يوم الثلاثاء لإصدار حكم مشدد بحق من ارتكب مجزرتها، و بصورة حضارية غير مسبوقة تقدمت مجموعات من المنابر و الجمعيات بنداء لجمع التبرعات للعمليات الجراحية التجميلية التي من الممكن ان ترمم ما أفسده المجرم، و لحسن الحظ دخل الدكتور التطواني المقيم بطنجة الشاب "عبد السلام بنعجيبة" على الخط ووعد بتبرعه لإجراء مجموعة من هذه العمليات للفتاة كي تعود صورتها لما خلقها الله بها. الخطير في الأمر أفظع من كل هذا و المتمثل في استمرار المجرم وهو يتجول بكل حرية بعد الجرم الفظيع الذي ارتكبه و لولا محاصرة سكان الحي الذي تقطن به الفتاة له لما تم القبض عليه،و بتوثيق من الفيديو الذي صور هذه العملية. و بعد حجزه كان لا بد أن ينظر في حقه بكل تأن و بصبر طويل، لأننا بكل بساطة نتشبث بحقوق الإنسان التي تجدر منها هو يوم قام بفعلته تحت تبرير مفعول المخدرات و الكحول، و كأن تعاطيها لا يعني لنا أي شيء، لتظل الحل الأمثل لكل من تزكى إحساس الجرم بداخله، و قد ينال بعدها حكما مخففا لأنه لم يكن بوعيه… لعل الفراغ القانوني بالباب هو الدافع الأقوى لارتكاب هذه الأنواع من الجرائم، و التي يتلذذ بها "الداعشيون" الذين يروون ظمأهم المتعطش برؤية الدماء، حتى بات حمل سيف أو سكين أو أي أداة حادة من أجمل ما يتباهى به هؤلاء. أمر آخر أخطر من هذا: لم يعد حمل الأسلحة البيضاء مقتصر على الفتيان و المخمرين و المتعاطين للمخدرات فقط بل تعداه حتى للمدارس، و تخطاه حتى للفتيات… نعم المشكل في استفحال، و سبل الجرم في تنامي، خصوصا في الأوساط الهشة التي تعوض نقصها في مجموعة من الأشياء قصد إبراز العضلات و إظهار تميزها الذي تنشره بهذه الصور. فمتى سيستقظ الأمن ليشن حربا على كل من يحمل السلاح الأبيض، و يشدد العقوبات على مستعمليه كما كان في السابق كي يكسر شوكة هؤلاء المجرمين؟؟؟ .