لم يكن "أردغان "يتوقع أن الأمور ستتطور بهذه السرعة ، خصوصا بعد تملص جميع دول الحلف الأطلسي في إشارة واضحة منها أنها لن تخسر علاقتها مع دولة عظمى مثل روسيا و تجلب عدائها لإرضاء تهور تركيا ، غير أن تركيا لم تستفد من موقف الحلف الأطلسي عشية الهجوم على سفينتها التي كانت تحمل العلم التركي و التي كانت تحاول خرق الحصار المفروض على غزة ، حينها أعرب لها حلفاؤها في "الناتو" أنهم ايضا غير مستعدين لخسارة دولة "صديقة " مثل إسرائل . هكذا و بعدما رفض "الكرملين" الرد على مكالمة هاتفية كان يود من خلالها "أردغان" تلطيف الأجواء إستعدادا للقاء مرتقب بينه و بين "بوتين" على هامش قمة باريز في " قمة المناخ" يوم الثلاثاء القادم ، بعدما ان كلف الرئيس الفرنسي بتمهيد للقاء مرتقب ، غير أن "بوتين" لم يبدي أي تجاوب .. من جانب أخر إعتبر الجيش التركي تصريحات "أردغان" بمثابة تحميل الجيش مسؤولية إسقاط الطائرة وذكر مصدر عسكري رفيع المستوى أن قيادة سلاح الجو التركي تعلم هوية كل المقاتلات في الأجواء المحيطة، وهو ما يتعارض مع قول الرئيس التركي «لو علمنا أن الطائرة روسية لتصرفنا بشكل مختلف». من جانب أخر قام الجيش التركي بتسريب معلومات إلى صحف مقربة منه عن أنباء تفيد بأن إسقاطه الطائرة الروسية جاء بناء على تعليمات مسبقة وأكيدة من الحكومة و بقرار سياسي ، وأن القيادة السياسية هي التي تتحمل نتائجه، وذلك بعد تسريبات أخرى لصحف قريبة من الحكومة حاولت اتهام «عناصر» داخل الجيش بافتعال الأزمة مع روسيا لإحراج أردوغان. الجيش التركي حسب تصريحاته أكد أنه كان بصدد إعداد بيان سيصرح فيه أنه قام بإسقاط طائرة " مجهولة الهوية "إقتحمت الأجواء التركية و بعدها يقدم إعتذارا رسميا للروس ، غير أن السياسيين كانوا السباقين للتباهي بإسقاط الطائرة مع ذكر هويتها .. و هكذا لم تدم فرحة ساسة تركيا بإسقاط الطائرة حتى بدؤوا يدركون أنهم قدموا خدمة كبيرة للنظام السوري ، حيث ضمن هذا الأخير أمان أجوائه من اي إختراق جوي سواء تركي أو إسرائيلي بعدما نشرة روسيا صواريخها المتطورة "س 400″ التي تغطي الأجواء السورية كلها ، فكم حلم بشار الاسد بهذه المنظومة و قبله حافظ الاسد الذي حلم ب"س200" ، و ها هي تُقدم له على طبق من ذهب ، من جانب أخر إسقاط الطائرة الروسية اغضب إسرائيل أكثر من روسيا ، التي كانت تصول و تجول فوق الاجواء السورية بكل حرية . من المنتظر أن تحمل الايام القادمة أخبارا عن تغير كبير في ميزان القوى لصالح الجيش العربي السوري خصوصا و أنه يتم يوميا قصف أي حركة غير عادية بالحدود السورية التركية من طرف سلاح الجو الروسي كان أخرها قصف شاحنات محملة بمواد لم يفصح عن نوعها ، فقط على بعد 500 متر من الحدود التركية، دون أن تحرك هذه الاخيرة ساكنا ، من جانب أخر أيضا بدأ سائقوا الشاحنات يرفضون الدخول إلى سوريا مما ينبؤ بقطع خطوط الإمداد التي كانت توفرها تركيا للتنظيمات الإرهابية و على رأسها "داعش".