بهدف التعريف بالمملكة المغربية، وبالتزامن مع الذّكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي يخلد المغاربة قاطبة بكل فخر واعتزاز ذكراها السادس نوفمبر من كل عام الحدث الوطني الكبير الذي يستنهض الهمم لمواصلة الخطى التي تمضي حثيثا على درب الصمود والتحدي، من أجل ترسيخ وتثبيت الهوية الوطنية المغربية والوحدة الترابية، وصيانتهما من كل الأطماع الاجنبية العالمية والإقليمية. أقيم في نفس التاريخ؛ بالشراكة والتعاون المثمر مع كل من جمعية نسيم من جهة، وشبكة الأكاديميين والمثقفين الدنماركيين، والمنتدى المغربي الدّنماركي من جهة أخرى بجامعة كوبنهاجن؛ اليوم الثقافي المغربي، تخللته مجموعة من الأنشطة، كان أبرزها تسليط الضوء على المملكة المغربية (باللغة الدّانماركية)، من خلال لمحة تاريخية عن المغرب بداية من الفتح الإسلامي، ومرورا بالدول التي تعاقبت على حكم الإمبراطورية المغربية إلى العهد الحالي. مع سرد مهم للهد العلوي للملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس والتجربة السياسية الفريدة والنموذج الدّيمقراطي الفتي في العالم العربي والقارة الإفريقية عموما. حضر الأمسية ما يقارب 400 شخص مثلوا مختلف فئات المجتمع الدانماركي من طلبة الكلية، وأفراد الجالية المغربية المقيمين في العاصمة الدّنماركية والضواحي. وقد عرضت مجموعة التحف المغربية؛ كالملابس والأحدية التقليدية (البلغة المغربية) وأشياء أخرى قصد تقريب الصورة وتحفيز من لم يزر المغرب بعد. كما كانت المناسبة فرصة لاستعراض طريقة تجهيز وتحضير الشاي المغربي الأصيل وسط اعجاب وتصفيق كافة الحضور. وقد اختتمت الأمسية التي تعد في حد ذاتها حسب رأيي؛ سابقة من حيث اقتحام المجال الجامعي والاحتكاك عن قرب مع الطلبة الدّنماركيين والأجانب قصد التعريف بقضية وحدتنا الترابية وتصحيح المغالطات والنظرة النمطية المشوهة لبلدنا المغرب، التي قد تكون تسلّلت عن طريق أعداء وحدتنا الترابية. وهي المبادرة خطوة رائدة ومهمة تستحق الدعم والإشادة، لاسيما أنها تأتي في وقت تحتاج فيه من يمد لها يد العون ليضعها على الطريق الصحيح والهادف.. وقد اختتمت الأمسية بمأدبة عشاء وتناول كؤوس الشاي (المنعنع) على أنغام الموسيقى المغربية. تحية لكل القائمين والمنظمين والمشاركين.