تداول رواض المواقع الإجتماعية صور ضابط شرطة مغربي و هو يعنف متظاهرا ، و هذه المرة المتظاهر لا يطالب بحق الشغل ، و إنما يحتج عن سلبية الحكومة الإسلامية المغربة و طريقتها في التعامل و التعاطي مع حادث إعتبرته السعودية " قداء و قدر " ، و أن ضحاياه "محظوظين " لأنهم نالوا "الشهادة" ، يتعلق الأمر "بالتدافع " في منى بمكة المكرمة . مات من مات و ستعوض السعودية عائلات الضحايا ، لأن " الشكارة عامرة بفلوس" ، و كفى المومنين شر القتال ، هذا فقط تذكير بما وقع . غير أن الإحتجاج و المطالبة بالحقيقة أصبح يفرض نفسه ، خصوصا و أن رواض مواقع التواصل الإجتماعي و بعض المواقع الإخبارية إختلفت كل حسب إجتهاده في توضيح الحقيقة ، هناك من حمل المسؤولية لموكب لولي ولي العهد السعودي الذي تم فسح الطريق لموكبه الكبير قصد المرور ليقترب من "الشيطان" أكثر ، و بعدها تم التدافع . أخرون ذهبوا بعيدا ليتهموا المخابرات السعودية بقتل مجموعة من الضباط الإيرانيين الذين كانوا متواجدين في مجموعة متكاملة ، و لا يهم أن يذهب معهم بعض الضحايا لتكتمل المسرحية ، و يظهر أن الحادث فقط إنما هو تدافع ، مما دفع بدولة إيران أن تطلب جثث ضحاياها من السعودية لإجراء التشريح و معرفة سبب الوفاة ، و حتى اللحظة لم تصدر دولة إيران أي بيان أو خبريؤكد أو ينفي هذه الفرضية ليبقى إحتمالها بعيدا ، هناك من جنب نفسه تعب البحث و التحقيق و إعتبر الحادث قداء الله و أجره هو أجر من سقطت عليهم الرافعة في وقت سابق …. في عودة إلى العنوان أعلاه فإننا نعتبر أن المبالغة في إستعمال الشطط من بعض رجال الأمن بالمغرب خصوصا بعض الضباط هي قرارات شخصية ربما يلجأ إليها البعض ، إما لاسباب نفسية ، كالحقد على الأخر ، مثلا قمع إحتجاجات الأطباء ، و الدكاترة المعطلين ، و هذا يعتبر مركب نقص يحسسه بالسعادة و هو يضرب مواطن مغربي أحسن منه في كل شئ علما و ثقافة ..ألخ ، أو للإظهار و خصوصا لرؤسائهم أنهم "يحسنون" القيام بعملهم لينال رضاهم ، ربما يعتبرون أيضا أنفسهم يحبون هذا الوطن أكثر من غيرهم ، حتى إذا كان المحتج يدافع عن بعض القضايا و الملفات التي يكون رجل الأمن بشكل عام معني بها ، و إن لم يكن هو بشكل مباشر فأحد فروعه أو افراد عائلته ، تجد مثلا أن إبنه هو أيضا مشروع معطل ، أو أخوه أيضا يحتج على ماوقع في السعودية ،الإحتجاج على الزيادة في الأجور تعنيه هو أيضا رغم أن الأخرين من يطالبون بها ، الزيادة في فواتير الماء و الكهرباء تعنيه هو أيضا، إلغاء صندوق المقاصة ، دون أن ننسى أنه يتقاضى أجره من ضرائب الذين يقمعهم ….ألخ. غير أن كل ما سلف ذكره لا يمنعه من أداء واجبه بطريقة راقية ، من هنا على المديرية العامة للأمن الوطني أن تنظم دورات تكوينية لتعليم الضباط بالخصوص الذين يعطون الأوامر، ما لهم و ما عليهم ، اين تبدأ حقوقهم و أين تنتهي ، لأن الشطط في إستعمال السلطة إذا أدى إلا الوفاة فإن المركتب من يتحمل المسؤولية و ليس الجهاز و المتابعة تتم عليه في تلك اللحظة الكل يتبرأ منه ….