أضحى مهرجان "أصوات نسائية"، المنظم حاليا بتطوان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موعدا قارا في الأجندة الثقافية لهذه المدينة، وتعبيرا حيا للفن بصيغة المؤنث، وفضاء للالتقاء والتبادل بين مختلف التأثيرات والثقافات. وتعمل هذه التظاهرة، وجمعية أصوات نسائية المنظمة لها، كما أكدت رئيستها السيدة كريمة بنعيش، على تفعيل سياسة طموحة تتجسد ميدانيا من خلال خلق فضاءات ثقافية مستدامة، وإعادة تأهيل المعالم الثقافية للمدينة، وإنعاش المنتوجات المحلية، ودعم الجمعيات الاجتماعية للنهوض بوضعية النساء، وذلك عبر عقد شراكات مع شركاء مؤسساتيين، من قبيل، وكالة إنعاش الأقاليم الشمالية، وولاية تطوان والجماعة الحضرية بها، ثم النسيج الجمعوي المحلي. وفي هذا السياق، جاءت حملة "الصحة للجميع"، التي نظمت اليوم الجمعة لفائدة نساء وأطفال ينحدرون من الأحياء المهمشة لتطوان، وعرفت مشاركة تضامنية لفريق طبي من الجمعية المغربية لحماية صحة اليتيم من مختلف التخصصات، وفر علاجات وكشوفات طبية مجانا لأزيد من ألف امرأة وطفل وطفلة، حسب ما صرح به الدكتور الحسني مولاي رشيد عن الجمعية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، مشيرا إلى أن الجمعية، التي لها صبغة وطنية، تنظم ما بين 12 إلى 15 حملة طبية سنويا عبر تراب المملكة. كما خص مهرجان "أصوات نسائية" المرأة الصانعة بسوق اختير له كعنوان "على مر العصور" يقدم المنتوجات المحلية ويبرز غنى الصناعة التقليدية المحلية والوطنية، بمشاركة نحو 30 جمعية وتعاونية نسائية محلية ومن مختلف جهات المملكة، وهو موعد يطمح، حسب الساهرين عليه، إلى تثمين دور المرأة في الحياة الجمعوية، وتعزيز موارد الجمعيات المشاركة. وكان رواد مدرسة الصنائع على موعد، أيضا، مع المطبخ التطواني الذي خصه المهرجان بفقرة للتذوق رامت إبراز تنوع وغنى وأصالة الأطباق بهذه المدينة العريقة. ولتكتمل الأصوات النسائية كان لابد من معرض للأزياء المغربية تزيد نسوة المهرجان جمالا وبهاء، وهو ما تأتى للمصممة باتول كاين الله، التي أبانت عن علو كعبها في هذا المجال في عرض متفرد قدمت خلاله نماذج من القفطان المغربي عبر العصور، عبرت فيها الخطوط المناسبة والألوان الزاهية بتلقائية عما يخالج هذه المصممة حول زي ما يزال يميز المرأة المغربية في كل مناسبة داخل الوطن وخارجه، بل وأضحى كبار المصممين يتنافسون على الإبداع فيه. ومساء اليوم، سيكون جمهور مهرجان "أصوات نسائية" على موعد بفضاء المطار مع فنانتين، المغربية حسناء زلاغ التي، بعد أن توجت في المهرجان الخامس للأغنية العربية، عادت إلى بلدها لإعطاء نبض جديد لمسارها الفني والنهل من منابع ألوانه وأصواته، التي تمزجها بإيقاعات مصرية لبنانية في إطار تنويع مصادر رصيدها الفني، ثم مع الفنانة العربية نجوى كرم التي سيتوجها المهرجان بالرباب الذهبي، بعد أن منحها في الدورات السابقة لكل من سميرة بنسعيد وأصالة نصري ونوال الزغبي. أما بساحة مولاي المهدي، فسيكون الجمهور على موعد مع الفنانتين المغربيتين سها، واسمها الحقيقي سهيلة، وهي كاتبة ومغنية لل"آر إند بي" المغربي، عرفت كيف تفرض نفسها في الساحة الموسيقية المغربية بأداءها أغاني السول القريب من أسلوبها ببراعة مدهشة، ثم تاندرس، واسمها الحقيقي حنان لافيف، التي وجدت ضالتها في "الهيب هوب" وتحديدا "الراب". وسيتميز اليوم الأخير من فعاليات مهرجان "أصوات نسائية"، الذي ينظم تحت شعار "الفن والثقافة في خدمة التنمية المستدامة"، بتنظيم سباق نسوي مع البطلة المغربية نزهة بيدوان ومشاركة متسابقات من داخل المغرب وخارجه، وبحفلين فنيين الأول بساحة مولاي المهدي تحييه الفنانتان المغربيتان شهرا- ز وديلوز دو ريم، أما الحفل الثاني فستحتضنه المنصة الكبرى بساحة المطار وتحييه مغنية الفلامينكو الإسبانية نينا باستوري، والفنانة اللبنانية نانسي عجرم.