لذي نظم من ثاني إلى رابع يوليوز الجاري بتطوان رسخ مهرجان "أصوات نسائية .. نداء المستقبل"، الذي نظم من ثاني إلى رابع يوليوز الجاري بتطوان، مكانته كأحد التظاهرات الفنية والثقافية الهامة على صعيد المملكة، وذلك على الرغم من أنه أكمل لتوه نسخته الثانية. وقد أكد العديد ممن تتبعوا الفقرات المتنوعة للمهرجان، المنظم من طرف جمعية "أصوات نسائية"، والتي جمعت بين المرح والترفيه والاحتفالية والغوص في أغوار بعض المجالات الثقافية، أن هذه التظاهرة لم تخلف الموعد وكانت في مستوى الحدث. ويزكى هذا الانطباع، الإقبال الكبير الذي شهدته مختلف الأنشطة التي سطرتها الجمعية في برنامجها لهذه السنة، مساهمة منها في جمع أكبر عدد من المتدخلين من رجال الفكر والثقافة والفنانين من مختلف المجالات وبعض الأعضاء الجمعويين في فضاء واحد لجعل الحدث رافعة أساسية في تنمية المدينة وفي ترسيخ الموروث الثقافي بالمنطقة. وقد وجدت ساكنة تطوان في هذه التظاهرة، التي يؤمل أن تظل موعدا سنويا قارا ومتواصلا، قبلة لعشاقها وفضاء مفتوحا للتعبير عما يكتنف مكنونها من رغبات جسدتها في انغماسها في الحدث بكل عفوية وتلقائية، وهو ما خلق تجاوبا كبيرا بين المقدمين لمختلف الفقرات الفنية والثقافية والمتلقين، وأعطى للمهرجان نكهة خاصة جعلته يرقى إلى مستوى عدد من المهرجانات المماثلة التي تشهدها العديد من مناطق المملكة. وفي هذا السياق، ذكرت السيدة كريمة بنيعيش رئيسة الجمعية المنظمة للمهرجان أن هذا الحدث الفني والثقافي، الذي يتوخى النهوض بأوضاع المرأة التطوانية والدفع بعجلة التنمية المحلية للمنطقة، حقق نجاحا كبيرا على الرغم من أنه لا يزال في بدايته. ودعت إلى تظافر جهود جميع الفاعلين والمتدخلين ليكون هذا الحدث الثقافي والفني، الذي انطلق كبيرا، في مستوى بوابة حوض البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة عزم الجمعية على العمل من أجل توثيق الذاكرة التطوانية فيما يتعلق بالإبداعات النسائية في مختلف المجالات. وأكد عدد من المواطنين الذين عايشوا الحدث مشاطرتهم لفكرة تنظيم المهرجان بالمدينة، غير أن العديد منهم شددوا على ضرورة انفتاح المهرجان على حقول معرفية أخرى مرتبطة بالنساء، وذلك لكي لا يطغى جانب الفن والترفيه والاحتفالية على حساب مجالات أخرى من الحقل الثقافي كالكتابة والشعر والسينما والمسرح وغيرها. وجدير بالذكر أن هذا المهرجان، الذي يسعى المنظمون من ورائه لأن يعمل على نشر قيم التعايش والتحاور والتسامح وحسن الجوار، أطل على جمهور مدينة تطوان هذه السنة، ببرنامج غني ومتنوع، إذ شاركت فيه مجموعات من إسبانيا والبرتغال والشيلي وكوبا وأخرى عربية من سورية ولبنان والمغرب. كما تميز المهرجان بحضور لافت لكوكبة من نساء الأغنية العربية والمغربية المتألقات تتقدمهن صاحبة الصوت الشجي والأداء الرفيع المطربة السورية أصالة نصري، التي تم تكريمها بمنحها جائزة "الرباب الذهبي" لهذه السنة، إلى جانب الفنانات المبدعات المغربيات من قبيل لطيفة رأفت وليلى كوشي وسعيد شرف وشيماء إضافة إلى مجموعة بنات الغيوان. ولم يغفل المنظمون الجانب الثقافي، باعتبار أن تطوان كانت على الدوام مدينة ثقافية بامتياز، حيث تمت برمجة العديد من الفقرات الثقافية المتنوعة، ليسير هذا الشق في خط متواز مع نظيره الفني، من بينها، على الخصوص، تنظيم معارض للفن التشكيلي ورواق خاص بالمنتوجات المحلية التي أبدعتها يد المرأة التطوانية، بالإضافة إلى عرض للأزياء حضرته عدة شخصيات وتخلله تقديم دعم مالي لخمس جمعيات وتعاونيات محلية رائدة في مجالات الصناعة التقليدية وفي إنتاج بعض المواد الغذائية. كما كانت هذه الدورة، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مناسبة لتكريم ثلة من النساء اللواتي تركن بصماتهن في أصناف العمل الفني والمسرحي والفنون التشكيلية والعمل الاجتماعي.