انطلقت، مساء أمس الخميس بتطوان، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان "أصوات نسائية"، الذي تنظمه جمعية "أصوات نسائية" إلى غاية التاسع من الشهر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار "الفن والثقافة من أجل النهوض بالتنمية المستدامة". وستحتفي تطوان من خلال هذا المهرجان، الذي يستمر ثلاثة أيام، بالإبداع النسائي بكل تلاوينه تشجيعا للروح النسائية الخلاقة، كما يسعى الساهرون على هذه التظاهرة إلى جعلها رافعة للتنمية بالمنطقة على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وتكريس تطوان كصلة وصل بين ضفاف المتوسط شمالا وشرقا وجنوبا، وإعطاء إشعاعها الثقافي صبغة متوسطية ودولية. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة، الذي أحيته المجموعة التطوانية برئاسة الحضري البردعي فتيحة التي قدمت وصلات منتقاة من الفن الأندلسي، بحضور وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة التضامن السيدة نزهة الصقلي، وكاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة لطيفة أخرباش، ووالي ولاية تطوان السيد محمد اليعقوبي، والمدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشمالية السيد فؤاد البريني، وشخصيات تنتمي إلى عوالم السياسة والثقافة والفن. وأوضحت السيدة كريمة بنيعيش، رئيسة جمعية "أصوات النساء"، في كلمة بالمناسبة، أن المهرجان، وإن كان لايزال في سنواته الأولى، مكن مدينة الحمامة البيضاء من أن تصبح ملتقى حضاريا لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، وموعدا سنويا قارا لتكريم عدد من الفعاليات النسائية داخل وخارج المغرب. وأكدت أن هذه التظاهرة الثقافية لمدينة تطوان العريقة، التي تعتبر بحق مركزا حضاريا متفردا ونقطة انصهار وتلاقح العديد من الثقافات المتوسطية، تروم إعطاء صيغة متوسطية ودولية لإشعاع المدينة الثقافي، مبرزة أن دورة هذه السنة تأتي في لحظة تاريخية تعيش فيها المملكة على إيقاع "ثورة دستورية هادئة" بقيادة جلالة الملك محمد السادس. وأشارت رئيسة جمعية أصوات النساء إلى أن برنامج دورة هذه السنة يقدم لجمهور المهرجان فقرات متنوعة تبرز انتماء المغرب إلى محيطه العربي الإفريقي والمتوسطي الإيبيري، وذلك ضمن فعل ثقافي يتطلع إلى خلق فضاء تلتقي فيه مجمل التعبيرات الثقافية برمزياتها الدالة على الانفتاح والتسامح والحوار. ومن جهتها أكدت السيدة نزهة الصقلي أن المهرجان يشكل مناسبة للوقوف على إنجازات النساء محليا ووطنيا ودوليا، مضيفة أن هذه التظاهرة مبادرة قد تكون موجهة للمرأة، لكن يحملها نساء ورجال المدينة معا، مجسدين بذلك شعار المهرجان (الفن والثقافة في خدمة التنمية المستدامة) الذي هو أيضا عنوان دورة هذه السنة . وذكرت السيدة الصقلي بتثمين هذه التظاهرة الثقافية للتراث الفني لمدينة تطوان بكل تلاوينه من خلال العطاءات النسائية، وتبليغه الصورة الثقافية ذات البعد العربي الإفريقي المتوسطي والدولي لهذه المدينة التي صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تراثا عالميا، وبالتالي إبراز روح التعايش والتسامح السائدة فيها كما في جميع ربوع المملكة. وتم خلال حفل الافتتاح تكريم أربع فعاليات نسائية اعترافا بمساهمتهن في العديد من المجالات، كالفاعلة الجمعوية أمينة بورجيلة، بما أسدته من خدمات لمدينة تطوان من خلال انخراطها في العديد من مكونات النسيج الجمعوي، والفنانة التشكيلية رحيمة العروض التي نظم معرض لجديد إبداعاتها ببهو ولاية تطوان حيث أقيم حفل الافتتاح الرسمي. وكان جمهور مهرجان "أصوات نسائية" خلال أولى أمسياته على موعد مع حفل ساهر أحيته كل من الفنانة ناتاشا أطلس (فرنسا)، وهي مغنية من أصل إنجليزي مصري تجمع في موسيقاها بين الشرق والغرب من خلال المزج بين أنماط موسيقية متعددة بموهبة وفنية عاليتين، ثم المغنية فتحية أمين التي أدت أغنية لحنت خصيصا لهذه المناسبة. واختتمت هذه الأمسية الغنائية بأداء الفنانة حياة الإدريسي، التي تعد واحدة من أجمل الأصوات المغربية والعربية، لبعض من الروائع التي حظيت بإعجاب الجمهور الذي عرفها بالخصوص بأدائها لأغاني "الطرب" لا سيما أغاني كوكب الشرق السيدة أم كلثوم. وعلى غرار الدورات السابقة للمهرجان، سينظم معرض "على مر العصور" الذي يروم إبراز المنتوجات المحلية والغنى الذي تتميز به الصناعة التقليدية الوطنية، بمشاركة نحو 30 تعاونية نسائية من كل جهات المملكة، وحملة "الطب المتضامن" أو "الصحة للجميع" لفائدة النساء والأطفال المنحدرين من الأحياء الفقيرة بالمدينة. كما ستشارك في دورة هذه السنة مجموعة من الأسماء الفنية الوازنة من المغرب والخارج مثل نجوى كرم ونانسي عجرم والمغنية الهولندية من أصل مغربي شهراز والفنانة المغربية حسناء زلاغ، إضافة إلى فقرات من الموسيقى الأندلسية وموسيقى الفادو البرتغالية.