احتفاء بالإبداع النسائي في كل تجلياته وتشجيعا للروح النسائية الخلاقة، تعيش مدينة تطوان، انطلاقا من أمس الخميس وإلى غاية غد السبت، على إيقاع فقرات مهرجانها «أصوات نسائية»، في نسخته الثالثة، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس . ويسعى هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية «أصوات النساء» تحت شعار «أصوات النساء:مسار المستقبل»إلى تثمين إبداعات المرأة في منطقة الأورومتوسط. كما يسعى إلى أن يكون رافعة للتنمية بالمنطقة على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وإعطاء صيغة متوسطية ودولية لإشعاعها الثقافي. كما يروم مهرجان «أصوات نسائية»، حسب المنظمين، المساهمة في التعريف بالمنطقة باعتبارها وجهة سياحية وكذا تشجيع الحوار بين الثقافات، فضلا عن التذكير بمنجزات المرأة على مدى العصور الماضية بتطوان، التي تتوفر على رصيد ثقافي وعلمي مهم مكنها من فرض حضورها على الساحة الثقافية بالمغرب. ويتضمن برنامج هذه الدورة، الذي يحظى بدعم ومساندة عدة جهات من بينها وزارة الثقافة والحكومة المستقلة للأندلس، شقا ثقافيا يشمل إقامة معارض للفن التشكيلي وصناعة الحلي والمجوهرات وتصميم الأزياء والتصوير الفوتوغرافي وأنماط تعبيرية مختلفة للتعريف بتطوان وتراثها، بالإضافة إلى ندوات وقراءات شعرية, وفقرات تكريمية لبعض النساء اللواتي تركن بصماتهن في عدد من حقول المعرفة. وقد تضمن برنامج اليوم الافتتاحي لهذه التظاهرة الثقافية معرضا للفنون التشكيلية برواق «الفنون المعاصرة»بشارع محمد الخامس للفنانة التشكيلية مريم المزكلدي، ومعرض «سوق مع الزمن» بمحج مولاي اسماعيل، الذي اشتمل على نماذج من صناعة الحلي والمجوهرات والألبسة التقليدية والتراثية. وستتوزع فقرات المهرجان على ثلاثة فضاءات و وهي ساحة المطار (المنصة الكبرى)، التي ستحتضن سهرات تحييها أسماء فنية مرموقة ومجموعات شهيرة على الصعيدين الوطني والعربي والدولي من عيار نعيمة سميح وأمال عبد القادر وصوفيا المريخ وكريستينا برانكو،وباستورا سولير، وتانيا ماريا، وكذا النجمة اللبنانية نوال الزغبي. وستحتضن ساحة مولاي المهدي، التي تقع في قلب مدينة تطوان، حفلات للمواهب الشابة، إذ سيكون الجمهور التطواني وضيوف المدينة على موعد مع كل من مريم شقرون وفردوس وليلى البراق وبارباريتا وإيزو بومبولي وصفاء، إلى جانب مجموعات موسيقية محلية شابة، في حين سيحتضن الفضاء الثالث «دار السناء» عروضا للأزياء ومسابقات في فن الطبخ. وعلى هامش فقرات هذا المهرجان، ستنظم جمعية «أصوات النساء» حملة «الطب المتضامن» بمشاركة أطباء من البرتغال والمغرب، وستستفيد منها ساكنة الأحياء المهمشة بتطوان. يشار إلى أن الفنون، بصفة عامة، والموسيقى، على وجه الخصوص، شكلت الطابع الثقافي الأساسي لمدينة تطوان عبر التاريخ، فمكنت الأشكال والأنواع الموسيقية المختلفة كطرب الآلة والطرب الغرناطي والطرب الجبلي نساء تطوان من إسماع أصواتهن حتى خارج المدينة. كما أعطت المهرجانات التي تحتضنها الحمامة البيضاء (سينما البحر الأبيض المتوسط، مهرجان العود، الأشرطة المرسومة، الموسيقى الأندلسية، عيد الكتاب، الأبواب السبعة، اللقاءات المتوسطية للقيثارة) للمدينة طابعا ثقافيا متعدد الأبعاد جعل منها ملتقى لتأثيرات ثقافية متنوعة شاملة لكل ما هو عربي وأندلسي وإفريقي وأوروبي.