انطلقت، مساء أمس الخميس بتطوان، فقرات الدورة الثالثة لمهرجان "أصوات نسائية"، الذي تنظمه جمعية "أصوات النساء" إلى غاية الثالث من الشهر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار "التلاقح الثقافي". وحضر حفل الافتتاح، الذي أحيته المجموعة التطوانية برئاسة الحضري البردعي فتيحة، التي قدمت وصلات منتقاة من الفن الأندلسي، كل من وزير الشؤون الاقتصادية والعامة السيد نزار بركة، وكاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة لطيفة أخرباش، ووالي ولاية تطوان السيد إدريس الخزاني، والمدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشمالية السيد فؤاد البريني، وعمدة مدينة سلفيش البرتغالية السيدة إزابيل سواريس، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية وثلة من رجال الثقافة والفن. وٍعبرت السيدة كريمة بنيعيش رئيسة جمعية "أصوات النساء" في كلمة بالمناسبة، عن فخرها بهذه التظاهرة الثقافية التي مكنت تطوان من أن تصبح ملتقى حضاريا لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، وموعدا سنويا لتكريم عدد من الفعاليات النسائية داخل وخارج المغرب. وأكدت أن هذه التظاهرة الثقافية لمدينة تطوان العريقة، التي تعتبر بحق مركزا حضاريا متفردا ونقطة انصهار وتلاقح لعدة ثقافات متوسطية، تهدف إلى أن تكون رافعة للتنمية على المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وإعطاء صيغة متوسطية ودولية لإشعاعها الثقافي. وأضافت السيدة بنيعيش أن هذه الدورة حاولت إشراك الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج وإبرازها، مشيرة إلى معرض الفنانة التشكيلية المغربية مريم المزكيلدي، المقيمة بفرنسا، التي تعرض لأول مرة في المغرب، مجموعة مختلفة من لوحاتها. وتم بهذه المناسبة تكريم فعاليات نسائية اعترافا بأعمالها ومساهمتها في العديد من المجالات، كالمناضلة والمقاومة السيدة زينب بركة، والسيدة فاطمة السعدي أول امرأة ترأس المجلس البلدي لمدينة الحسيمة، والفنانة التشكيلية مريم المزكيلدي. ويسعى هذا المهرجان إلى تثمين إبداعات المرأة في المنطقة الأورومتوسطية، والمساهمة في التعريف بمنطقة تطوان باعتبارها وجهة سياحية، وتشجيع الحوار بين الثقافات، فضلا عن التذكير بمنجزات المرأة على مدى العصور الماضية بتطوان، التي تتوفر على رصيد ثقافي وعلمي مهم مكنها من فرض حضورها على الساحة الثقافية بالمغرب. وتستضيف دورة 2010 أسماء فنية مرموقة ومجموعات تتمتع بشهرة على المستويات الوطنية والعربية والدولية كالفنانة نعيمة سميح وأمال عبد القادر وصوفيا المريخ، والمغنية باستورا سولير، التي تمزج بين ألوان غنائية مختلفة من بينها الكوبلا ورقص الفلامنكو والموسيقى الالكترونية والبوب، وعازفة البيانو وملحنة الجاز البرازيلي المطربة تانيا ماريا، إلى جانب النجمة اللبنانية نوال الزغبي. كما سيكون الجمهور التطواني وزوار المدينة، خلال هذه التظاهرة الثقافية، على موعد مع المواهب المغربية الشابة كمريم شقرون وفردوس وليلى البراق، ومغنية "الآر نبي" المغربية صفاء، والمجموعة الغنائية الإسبانية الفرنسية "باربارتيه يسوبامبلي"، إضافة إلى مجموعات موسيقية محلية شابة كمجموعة "أطلس فولك" . وستنظم جمعية "أصوات النساء"، على هامش هذا المهرجان، حملة "الطب المتضامن" أو"الصحة للجميع"، التي تشكل جديد هذه الدورة، وذلك بمشاركة أطباء من البرتغال والمغرب، حيث ستستفيد منها ساكنة الأحياء المهمشة بتطوان. ويحظى فن اللباس هو الآخر بحصة مهمة من هذا المهرجان حيث ستقدم المصممة المغربية نجية عبادي آخر تصاميمها في موضة القفطان المغربية. يشار إلى أن الفنون، بصفة عامة، والموسيقى، على وجه الخصوص، شكلت الطابع الثقافي الأساسي لمدينة تطوان عبر التاريخ، إذ مكنت الأشكال والأنواع الموسيقية المختلفة كطرب الآلة والطرب الغرناطي والطرب الجبلي ، نساء تطوان من إسماع أصواتهن حتى خارج المدينة. كما أعطت المهرجانات التي تحتضنها الحمامة البيضاء (سينما البحر الأبيض المتوسط، مهرجان العود، الأشرطة المرسومة، الموسيقى الأندلسية، عيد الكتاب، الأبواب السبعة، اللقاءات المتوسطية للقيثارة) للمدينة طابعا ثقافيا متعدد الأبعاد جعل منها ملتقى لتأثيرات ثقافية متنوعة شاملة لكل ما هو عربي وأندلسي وإفريقي وأوروبي.