صدر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، عدد2338؛ كتاب«الحجاج في التواصل» في طبعته الأولى؛ نونبر2013 للكاتب«فيليب بروطون»، ترجمة «محمد مشبال» أستاذ البلاغةوتحليل الخطاب بكلية الآداب بجامعة عبد الملك السعدي ورئيس فرقة البلاغة وتحليل الخطاب، بمشاركة «عبدالواحد التهاميالعلمي» أستاذ باحث ومترجم. يتألف الكتاب من 150 صفحة من الحجم الكبير، ويتضمن سبعة فصول بالإضافة إلى تقديم للمترجمين ومقدمة وخاتمةللمؤلف الأصلي وذُيل الكتاب بدليل بيبليوغرافي ومعجم المصطلحات المستعملة في الحجاج إلى جانب أهم المفهومات وأسماء الأعلام. وتتوزع هذه الفصول حول القضايا التالية: الفصل الأول: حقل البلاغة الفصل الثاني: أصناف الحجج الفصل الثالث: دور الاتفاق المسبق الفصل الرابع: حجج السلطة الفصل الخامس: حجج الاشتراك الفصل السادس: حجج التأطير الفصل السابع: حجج التماثل يعتبر كتاب فيليب بروطون: «الحجاج في التواصل» أحد أهم الإسهامات الغربية التي تتناول البلاغة في علاقتها بالحجاج؛إذ تكمن هذه الأهمية في جدة الطرح الذي يقدمه الكاتب عبر اقتراح تصنيف جديد للحجج يختلف عن التصنيفات الحديثةالمتدوالة، فقد اعتمد عملياً أربعة أصناف من الحجج: الححج التي تستند إلى سلطة، والحجج التي تستدعي افتراضات مشتركة،والحجج التي تقوم على عرض الواقع وتأطيره، والحجج التي تستدعي تماثلا. ويمكن اختزال هذا التصنيف فيما يلي:( السلطة،الاشتراك، التأطير، والتماثل). علاقة بذلك فإن هذا الكتاب هو مساهمة بارزة في مجالالبلاغة الجديدة أو نظرية الحجاج، إذ ليس المقصود بالبلاغة هنا باعتبارها نظرية الصور والوجوه الأسلوبية التي وسمها جيرارجينيت «بالبلاغة الضيقة» بل المقصود بها تلك البلاغة التي صاغها أرسطو وهو ينظر في طبيعة الخطاب التواصليالشفاهي، أوكما صاغها بيرلمان وهو ينظر في مختلف أشكال الخطاب التواصلي المكتوب، خصوصا وأن حياتنا أضحت محاصرة بشتى أنواع الخطابات عبر الصحف والمجلات والتلفزيون والإعلانات….التي يحاول من خلالها الخطاب استثمار الدرس البلاغي بآلياته المختلفة. واقتضى التوجه العام للكتاب أن يكون إجرائيا تحليليا يخاطب الطالب الجامعي المختص على نحو ما يخاطب القارئالعام، غير أن هذا التوجه الإجرائي لا يعني أن المؤلف استوفى جميع أجزاء الخطاب الحجاجي. وعليه وإذا كان الانسان عُرضةللخطابات في مستويات كثيرة فإن قيمة الكتاب لا تكمن في اقتراحه منهجية لتحليل خطاب حجاجي، بقدر ما تكمن في كفايته التحليلية للحجج، وهذه الكفاية ضرورية في التحليل البلاغي الحجاجي. ولا شك أن حرص «فيليب بروطون» من أجل ترسيخ هذه الكفاية عند القارئ عبر الاستعانة بالبلاغة وبتقنياتالحجاج؛ يوازيه حرص المترجمين في نقل الكتاب إلى العربية بلغة سلسة مستعينين بأدواتهما الإجرائية وتجربتهما الواسعة في حقل البلاغة وتحليل الخطاب.