خاض أزيد من 100 مهني بقطاع سيارات الأجرة من الصنف الكبير، اعتصاما مفتوحا بشارع المسيرة ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا من يومه الأربعاء، حيث اصطف المئات من السائقين مصحوبين بسياراتهم على جنبات هذا الشارع مرددين الشعارات التي تندد بما تنهجه السلطات المنتخبة والمحلية من سياسة ترمي إلى تفقير وتشريد الآلاف من الأسر التي تعتبر سيارة الأجرة هي مورد عيشها الوحيد. كان السائقون تبدو عليهم علامات الإرهاق في هذا اليوم من أيام رمضان، الذي ارتفعت درجة حرارته بشكل غير مسبوق، وكانت كلما مرت حافلة من حافلات النقل الحضري والنقل ما بين الجماعات VITALIS إلا ويتعالى صفيرهم. يقول أحد هؤلاء، "ما أن دخلت هذه الشركة، ما شوفنا الربح" بينما يعلق سائق آخر: "هل يعقل أن توفر هذه الشركة كل هذا الأسطول الضخم من الحافلات، بحيث لا تزيد المدة الزمنية بين مرور حافلة وأخرى أزيد من دقيقتين، فماذا سيبقى لنا نحن أصحاب سيارات الأجرة؟ !" سألنا أحد المعتصمين عن مدخوله اليومي، وكيف تأثر بعد دخول هذه الشركة، فأجاب متحسرا: "لقد انخفض الدخل بأزيد من 80 % ولم يعد يتبقى لنا بعد خصم المصاريف سوى مبلغ يقل عن 50 درهما، فماذا سنفعل بهذا المبلغ الزهيد أمام ما تعرفه الأسعار من ارتفاع صاروخي خلال شهر رمضان، إننا عما قريب سوف نعلن إفلاسنا". اتجهنا بعد ذلك صوب الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل السيد عبد السلام بودكو، الذي كان بدوره تبدو عليه أمارات العجز عن إيجاد السبل الكفلة بحل هذه المأساة الاجتماعية التي تسبب فيها إخوانه الحزبيون الذين يسيرون الجماعة الحضرية لتطوان، قال لنا إن الوضع متأزم، ولا تبدو أية بوادر أو نية لحله، وأضاف: "لقد تحاورنا مع المسؤولين المحليين عن تخفيض الأسطول الذي يربط ما بين تطوان والمدن المجاورة، بكيفية تسمح لسيارات الأجرة التقاط رزقهم، وطالبنا كذلك بتحديد محطات متباعدة لوقوف هذه الحافلات. لقد وعدونا خيرا، ولكن يبدو أنه ليست هناك أية بوادر تبشر بالخير". ثم استرسل قائلا: "ليس هذا هو المشكل الوحيد، فهناك مشكل اجتماعي آخر، لا يقل خطورة، إنه يتعلق بمصير 350 مستخدم بشركات النقل السابقة، الذين لم يتم إدماجهم بعد بالشركة الجديدة، إن وضعيتهم حرجة، ولا يبدو أن هناك حلا في الأفق". من جهة أخرى، كان عدد من المعتصمين يوزعون بيانهم للرأي العام، يشرحون فيه حالتهم المتأزمة، يصف هذا البيان، أسطول حافلات النقل الحضري الجديدة بكونها عبارة عن "طرامواي مفكك" يقوم بالتقاط الركاب واحدا واحدا، فيترك المحطات والشوارع خلفه قاعا صفصفا لسيارات الأجرة.