و أنا أتصفح الموقع الالكتروني للجماعة الحضرية لتطوان أثار انتباهي حوار مسجل أجراه الموقع مع الممثل القانوني لشركة فيطاليس الشركة الجديدة التابعة للشركة الأم سيتي بيس والتي شرعت في استغلال مرفق النقل الحضري بواسطة الحافلات بولاية تطوان بداية من فاتح يوليوز الجاري . لقد أسهب ممثل الشركة المذكورة في الحديث عن حافلات بتقنيات عالية و متطورة تجيب عن تساؤلات المستعملين ،حافلات تقودنا إلى العصر الرقمي ،مضيفا بأن الشركة تتوفر على طاقم إداري ذو تكوين عالي أيضا يسهر على حسن سير المرفق ،معتبرا أن المجهودات التي بذلتها الشركة قد لاقت استحسانا لدى مستعملي الحافلات حيث عاين بنفسه علامات الارتياح بادية على محيا الساكنة . كل هذا كلام جميل ستظهر الأيام مدى صحته ، لأن الحكم على أداء الشركة على مستوى الخدمات منذ الأسبوع الأول ربما سيكون فيه إجحافا في حقها. أما الآن فيحق لممثل الشركة أن يتحدث في العلالي ما شاء و أن يتغزل في حافلاته كما يشاء ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا و يأتيك بالأخبار من لم تزود لكننا بالمقابل لا نجد مبررا معقولا للخروقات البالية التي اقترفتها الشركة المفوض لها على مستوى الشق الاجتماعي ،و هي خروقات عار أن تصدر عن شركة تسمي نفسها مقاولة مواطنة ،من المفروض أن تقدم قيمة مضافة للنسيج الاقتصادي المحلي ،عوض تشريد عمال و مستخدمي الشركات السابقة . و معاملتهم كعمال جدد إن هم أرادوا الالتحاق بالشركة الجديدة فعليهم اجتياز اختبار تقني و توقيع عقد محدد المدة لا يتجاوز ستة أشهر لا يسمح لهم حتى بأخذ نظير منه ،أما من يريد الاحتفاظ بأقدميته و حقوقه المكتسبة المكفولة قانونا فما عليه سوى أن يبحث عنها في مكان آخر غير مقر الشركة الجديدة .باختصار إنها بداية غير موقفة لشركة تقول إنها مواطنة . لقد كان دخول الشركة المفوض لها إلى الخدمة إيذانا بخروج حوالي 450فرد من عمال و مستخدمي الشركات السابقة إلى الشارع مخلفين وراءهم سنوات من العطاء و التضحية ،تراهم يجوبون شوارع المدينة جيئة و ذهابا مذهولون من هول الصدمة ،ومن صمت المسؤولين و الجهات المفترض فيها مراقبة مدى احترام الشركة الجديدة للبنود القانونية . فالكل ابتلع لسانه و بقي العمال كالأيتام في مأدبة اللئام، أين المفر ،الشركات السابقة أغلقت أبوابها و قالت لعمالها اذهبوا فأنتم الطلقاء،و الشركة الجديدة وضعت ببابها مقصلة على العمال القدامى أن يمدوا أعناقهم كما العمال الجدد بلا جدال أو سؤال .كي تحصل على ربطة عنق صفراء و قميص أزرق جديد فما عليك سوى التوقيع على عقد عمل جديد و انسى كل ما فات فأنت اليوم جديد و الشركة الجديدة تتنمنى لك عمرا مديد.إنها التقنيات العالية للشركة الجديدة. و حتى لا أطيل عليكم أترككم تستأنسوا ببعض المواد القانونية : "إذا طر تغيير على الوضعية القانونية للمشغل أو على الطبيعة القانونية للمقاولة ،وعلى الأخص بسبب الإرث أو الادماج أو البيع أو الخوصصة فإن جميع العقود التي كانت سارية المفعول حتى تاريخ التغيير تظل قائمة بين الأجراء و المشغل الجديد الذي يخلف المشغل السابق في الالتزامات الواجبة للأجراء خاصة في ما يتعلق بمبلغ الأجور و التعويضات عن الفصل من الشغل و العطل المؤدى " المادة 19 من الباب الأول من مدونة الشغل "ما عدا إذا تم التنصيص على مقتضيات مخالفة في عقد التدبير المفوض، يحتفظ المفوض إليه، في تاريخ دخول العقد حيز التنفيذ، بالمستخدمين التابعين للمرفق المفوض مع الإبقاء على حقوقهم المكتسبة". المادة 26 من الباب الثالث من القانون رقم 54.05 المتعلق بالتدبير المفوض للمرفق العمومية "يلتزم المفوض له بإعطاء الأسبقية لمستخدمي شركة الاستغلال السابقة في التشغيل في إطار احترام قانون الشغل مع الاحتفاظ بالأقدمية و الحقوق المكتسبة للمستخدمين". البند 9 من اتفاقية التدبير المفوض الموقع بين الجماعة الحضرية لتطوان و الشركة المفوض لها "في حالة إبرام عقد الشغل كتابة و جب تحريره في نظيرين موقع عليهما من طرف الأجير و المشغل و مصادق على صحة إمضائهما من قبل الجهة المختصة و يحتفظ الأجير بأحد النظيرين". المادة 15 من الباب الثاني لمدونة الشغل و لفيطاليس واسع النظر