لم يكن الثنائي "حسن ومحسن" يتصوران أن شريط الفيديو الذي أنزلاه بصفحات التواصل الاجتماعي "يوتوب" سيحقق كل هذا الإنتشار في ظرف وجيز، فلم يكد يمر أسبوعان حتى كانت الأرقام مهولة بالنسبة لمبتدئين في فن الفكاهة:ما يقارب500.000مشاهد ، والأمر في بدايته وبدون حملة اعلامية ولا برنامج اشهاري… فقط حديث الألسن وتمرير من هنا وهناك بشكل عفوي… يقول محسن:" لم نتصور كل هذا النجاح بل لم نكن نفكر فيه أصلا فنحن عندما طرحنا أو بالأصح عندما دفعنا الأصدقاء إلى تصوير هذا المقطع الفكاهي الاجتماعي، كنا فقط نسجل حضورنا على الويب لا أكثر… لكن يبدو أن هذا الحضور العفوي تجاوز كل التوقعات وأصبح علامة فكاهية/فنية لتوأمين تطاونيين من مواليد 1983 يحملان إسم حسن-الأكبر ب15 دقية –عن توأمه محسن أوهار، ينتميان لعائلة محافظة. الجميل في هذا الشريط -الذي يحاكي علاقات اجتماعية بين بائع سمك "الحوات"وأصناف من المشترين مشكلين لنمادج بشرية عادية-هو قدرته على إثارة الضحكة للصغير والكبير وربما الأجمل هو قدرة الممثلين على تشخيص 7 نمادج اجتماعية بطريقة أقل ما يقال عنها " احترافية" اد يستحيل على أي متتبع أن يعرف أن الشخصيات السبع التي تتوالى على الأحداث هي فقط للتوأمين وأن التسجيل لم يستغرق اكثر من صبحية بأحد أحياء أحريق بمرتيل وأن الألبسة بعضها مكترى مثل جلباب الجبلي أو التطواني والبعض الآخر مقترض من عند الوالدة ، وأن السمك المعروض في الشريط كانا قد اشتراه عشية التسجيل بما يقارب 100 درهم… وهذا ييبن قدرة هذين الفنانين على التشخيص ، فمن أين هذه الكفاءة الملفتة، يقول محسن:"نحن لم ندرس الفن وفقط كنا نقوم بين الأصدقاء وفي الحفلات الخاصة بتقليد الفكاهة وخلق جو المرح، إلى أن شجعنا البعض على المبادرة وهنا نحب أن نشكر الفنان "أحمد شوقي" وعدنان نانو وغيرهم. محسن يؤكد أنه كان دائما من المعجبين بالنجم محمد الجم وبكاد المالح وبعادل إمام واحمد حلمي ،وأنه يحي الفنانين الطنجاويين جمال ونور الدين على تشجيعهما كما يفكر في عمل مشترك مع الثنائي التطواني المعروف" الجبلي والبلدي" خاصة أن سوق انتشارهما توسعت في المنطقة الشمالية بالخصوص،نظرا لطبيعة اللهجة والموضوع الاجتماعي… الإنتشار الذي حققه الشريط في الظرف الوجيز والذي جعل من الشخصيتين اللتين تشتغلان في محلات "البيتزا " بمرتيل وتطوان،علامة فنية شمالية بامتياز،دفع بالتوأمين إلى التعجيل بانتاج جديد قبل رمضان يقول محسن:"أملنا أن نصل إلى المليون مشاهد في صفحات الويب، حقيقة، لم نكن نتصور ذلك ولكن يبدو أن الجمهور قد لمس تشخيصا جيدا من طرفنا،وعملا مرضيا، وهذا يسرنا ويدفعنا إلى الإجتهاد أكثر…" وإلى أن يحصل ذلك يستمر المشاهد في تتبع هذه الحكاية الفكاهية الجميلة" للحوات" التطواني" الذي دخل البيوت من أبوابها الواسعة. وكما قال أحدهم في تعليقات صفحة الويب:"عجبا !في تلفزاتنا يخسرون الملايين من أجل فكاهة بائسة وسيئة ، وهذين الشابين يثيران الضحكة بدون أي دعم.."