من الملاحظ ، وبالإجماع أن بعض أبناء جاليتنا بالخارج من وراء العديد من الخروقات القانونية للسير، بحيث تعمم تعليق واحد عليهم:" آه، هاداك جا من الخارج"، لأننا بمجرد ملاحظتنا لخرق سافر للقانون نرمي أعيننا للوحة ترقيم السيارة فنجدها تحمل أرقام بلد أوربي، و خصوصا إسبانيا. لا اعمم بطبيعة الحال، و لكن الحالة تكررمن حين لآخر لنجد انفسنا امام حوادث نحن بغنى عن تصاعد ارقامها في بلد شن اهله حربا ضروسا على الراجلين و الراكبين على حد سواء. وليس ببعيد ان صدمت سيارة مرقمة بإسبانيا فتى في الثانية عشرة من عمره على مدار الطريق الدائري فأردته قتيلا، دونا عن العاهات الخطيرة التي يصاب بها غيره من جراء تهور هذه الفئة، التي لا تذوق نشوة السياقة المتهورة إلا ببلادنا. بحيث يستحيل بشكل قطعي ان يجن أحدهم بهذه الطريقة في بلده الجديد الذي جرده من روح المسؤولية و الإنسانية بشكل تام، فيترك لنا أسرا مكلومة تصعد من وتيرة الإحصاءات المتعلقة بالحوادث، و التي تركتنا في ذهول هذا العام بعد تجاوزالحصيلة لأربعة ألف قتيل، وكأننا بهذا في بلد لا يعرف إلا الحروب و الدمار لا قدر الله. متعتهم في هذا التصرف تتوضح بجلاء في مظهرهم العام بحيث يحلقون رؤوسهم وكأنهم قد انتهوا من شعائر الحج، يخفضون الكراسي و ينامون و هم جلساء و لا يبقى بارزا إلا الرأس المصلع. يرفعون أبواق الموسيقى الصاخبة وينطلقون بسرعة جنونية. متعتهم في هذا أن ينظر إليهم كل من مر بجانبهم خاصة إن كن فتيات حسناء متلهفات على عبور الضفة المجاورة،آنذاك تكتمل سعادتهم و يصبحون غير آبهين بمن يعتزم قطع الطريق ،و حتى إن تعلق الأمر بشيخ أو تلميذ على ممر الراجلين، مما يجعلنا وقتها نتساءل : هل بإمكان هؤلاء التصرف على هذا المنوال في أوربا أو غيرها؟ وقد يفسر هذا ايضا استعصاء نيلهم لرخصة السياقة هناك، فيتوجهون إلى هنا لاجتيازالإمتحان و يرددون:" صعيب تشبرالبرمي في الخارج". فهل هذا جزاء تسهيل بلدنا لنيل هذه الرخصة؟أم هي نتيجة لعدم التدقيق لمن يستحقها و لمن لا تجوز له؟ نقول لهؤلاء:" رفقا بنا، اللي فينا يكفينا، و لا حاجة لنا بالمزيد من الضحايا"