استغرب جل أرباب المطابع بمدينة تطوان للخطوة التي أقدمت عليها هذه السنة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجةتطوان، حيث قامت بتوجيه مراسلات لهم تطالبهم فيها المشاركة في طلب عروض متعلق بطبع 300 نسخة من كراسة المباريات الجهوية للعلوم والتقنيات لسنتي 2010 و2011، دون ذكر نموذج هذه الكراسة وعدد صفحاتها، هذا الأمر اعتبره أرباب هذه المطابع بمثابة تضليل تمارسه عليهم هذه الأكاديمية وضحك على ذقونهم، خاصة وأن الشخص الذي سترسو عليه الصفقة معروف مسبقا، حسب تصريحهم لنا، وهو صاحب مطبعة ينتسب إلى أسرة التربية والتعليم، حيث كان موظفا سابقا بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان، ومتقاعد حاليا، إذ أن جميع صفقات الأكاديمية المتعلقة بالطبع دون استثناء تؤول إليه وحده دون غيره من باقي أرباب المطابع الأخرى على صعيد المدينة. ومن أجل فوزه بهذه الصفقات وإقصاء الآخرين، يضيف متحدثونا، فإن الأكاديمية تلجأ إلى خطة ذكية، تتمثل في إرسالها لطلبات العروض إلى بضع أرباب مطابع بالمدينة حيث يقوم كل واحد منهم باقتراح الثمن الذي يراه مناسبا لتلك الصفقة، لتقوم الأكاديمية بعده بجمع هذه الأثمنة المقترحة من طرف أرباب تلك المطابع وعرضها على صاحب المطبعة المذكور أعلاه الممول الوحيد للأكاديمية، ليقوم باقتراح ثمن يقل عن الأثمنة الأخرى جميعا، وبالتالي يتمكن من الفوز بالصفقة في "إطار قانوني" !! وحسب ما أكدوه لنا أرباب هذه المطابع، فإن معظمهم لم يسبق لهم أن توصلوا بمثل طلب العروض هذا، حيث أن الأكاديمية قامت هذه السنة، ولأول مرة، بتعميم هذا الأخير على جل مطابع تطوان، في الوقت التي كانت فيه سابقا تقوم بإرساله لبضع مطابع فقط دون غيرها، والغرض من الخطوة التي أقدمت عليها الأكاديمية هذه السنة، حسب أرباب هذه المطابع دائما، هي محاولة هذه الأخيرة إظهار نزاهتها وشفافيتها في التعامل مع طلبات العروض دون إقصائها لأحد، فيما الغرض الحقيقي من وراء ذلك يتجلى في رغبتها في جمع أكبر قدر من طلبات العروض بأسماء وأثمنة مختلفة، ويتسنى لها بالتالي فعل ما دأبت عليه دائما.. ليتساءلوا في النهاية بعبارات تهكمية مفادها أنه كيف تسنى لهذه الأكاديمية وصولها إلى هذه الدرجة من صحوة الضمير لتقوم بتطبيق القانون بحذافيره في إطار من الشفافية المطلقة والنزاهة التامة بين عشية وضحاها ؟؟ أم أن مدير هذه الأكاديمية الذي عمر فيها طويلا ليتم تنصيبه مجددا كمدير لنفس الأكاديمية مؤخرا أراد التكفير عما ارتكبه خلال السنين الماضية في حق أرباب مطابع تطوان بمراسلاته التضليلية هاته ؟؟؟