عدسة : عزيز الكمري سكان تطوان يعرفون جيدا لماذا بنى "المنظري" القادم من الأندس قصبته "بسوق الحوت القديم" ، و لماذا بنى أجدادهم المدينة العتيقة في موقعها الحالي على مرتفع عند سفح جبل درسة و هم يعرفون جيدا بعدها لماذا بنى الاستعمار الإسباني المدينة العصرية في موقعها العالي ، أجدادنا يعرفون فيضان واد " المحنش" و كم كان يخلف من خسائر و كم كان يحصد من أرواح في موسم الأمطار ، غير أن الفوضى و التسيب الذي عرفتهما و تعرفهما مدينة تطوان و إسناد الأمور إلى غير أهلها و تفشي ظاهرة البناء العشوائي بعد قدوم مسؤولين لا يفقهون شيئا عن تاريخ تطوان و عن ماضيها ، خلق لنا بالإضافة للأحياء الهامشية ، أحياء تحت مستوى سطح البحر و لعلك إذا صعدت إلى " عين بوعنان" في تجاه "بني صالح" سيظهر لك سهل مرتيل و بني معدان و تتأكد أن هذان السهلان لا يصلحان للبناء فقط حتى تبنى عليهما أحياء بكاملها و سكان سهل "بني معدان" الفلاحون يعرفون ذلك جيدا ، غير أن الطامة الكبرى هي بناء حي الديزة" العشوائي كاملا على مصب واد مارتيل ، و لا يعرف أحدا ما يمكن أن يخلفه من ضحايا إذا ما صادفت هذه الأمطار رياح "الشرقي" . ولعل السؤال الذي يجب طرحه : من المسؤول عن هذه الفوضى السكان المقيمون الذين هاجروا إلى مدينة تطوان ، أم المسؤولين ( القائد، الشيخ ، المقدم و المستشار …ألخ) الذين اغتنوا من البناء العشوائي .؟