الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات ، فالمرء اما أن يكون حراً أو لا يكون حراً . نيلسون مانديلا 1918 – 2013 أول رئيس لجنوب أفريقيا رحل اليوم بعد نضال طويل ضد التمييز العنصري مازال الجنوب أفريقيون ينظرون إلى زعيمهم الذي يعتبر الأشهر في العالم خلال العقود الأخيرة، على أنه أسطورة حية، ومسيرة كفاح منقطعة النظير، وعلى الرغم من أن تاريخه في شبابه يكاد يختفي من الذاكرة الجماعية، إلا أن صورة الشيخ ذي البشرة السمراء والشعر الأبيض نيلسون مانديلا، شأنه شأن عظماء الانسانية، رأى النور في عائلة متواضعة، في بلدة صغيرة تُدعى "قونو"،حيث ولد في الثامن عشر من يوليو عام 1918، عام 1942 إنضم إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ولم يلبث أن لعب دورا حاسما في تحويل الحزب إلى حركة جماهيرية شاملة لمختلف فئات السود، فقد أسس منذ البداية مع مجموعة من الساسة الشباب رابطة الشبيبة التابعة للحزب. صعدت القيادات الشابة معها تدريجيا حتى أصبحت اللجنة المركزية للحزب في يدها، ودخل مانديلا نفسه عضوا فيها عام 1950، فكان عقد الخمسينيات من بعد حافلا بعد وقوع مذبحة "شاربفيل" عام 1960، انتقل حزب المؤتمر الوطني بقيادة مانديلا إلى العمل السري، كما بدأ تشكيل جناح عسكري مسلّح، كان مانديلا يقول عنه إنّه كان الوسيلة البديلة أو الاحتياطية عندما تغلق الحكومة العنصرية سائر أبواب العمل السلمي، وشارك نيلسون بجهود مكثفة لتنفيذ الأفكار التي طرحها مع أقرانه، وسرعان ما تعرّض للسجن والنفي والعقوبات المختلفة، عام 1962،حوكم بالسجن لخمس سنوات، وبعد ثلاثة أعوام حوكم -وهو في السجن- مرة أخرى فحكم عليه بالسجن المؤبّد، فتحوّل منذ ذلك الحين إلى الرمز العملاق السجين لمقاومة التمييز العنصري. ا وبعد ثلاثة أعوام حوكم -وهو في السجن- مرة أخرى فحكم عليه بالسجن المؤبّد، فتحوّل منذ ذلك الحين إلى الرمز العملاق السجين لمقاومة التمييز العنصري. لم ينقطع ذكر مانديلا ولا انقطعت مسيرة الاضطهاد والمقاومة في جنوب إفريقيا، ومكث في السجن 28 عاما متواصلة. وكان مانديلا قد استلم رئاسة المؤتمر الوطني الإفريقي عام1991، ليقوده في أوّل انتخابات حرّة في بلده عام 1994، ويستلم منصب الرئاسة في العاشر من مايو من العام نفسه، وقد وضع حجر الأساس لمسيرة بلده خلال الأعوام التالية، ليعتبر دوره في السلطة منتهيا أفستا عربي