في الوقت الذي انتظرت فيه ساكنة مدينة تطوان من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الحليف والشريك في تسيير الجماعة الحضرية لتطوان ان يسجل موقفا يليق بقيمة وبالتاريخ النضالي لحزب المرحوم "اكزول" ضد تصريح ايد اعمار لاذاعة راديو " كازا اف.م" و الذي مفاده "ان مدينة تطوان كانت قرية كبيرة" قبل مجيئ العدالة والتنمية، هذا التصريح في مضمونه اختصارا و اختزالا قدحيا لتجربة حزب الوردة، الحليف الحالي في تسيير الجماعة. ب‘عتبار أن الاتحاد الاشتراكي تحمل مسؤولية تسيير هده المدينة لسنوات ومع ذلك لم يحرك ساكنا، بمعنى أن تعاطيه مع الملف كان تعاطيا انتهازيا بكل المقاييس، و يمكن اعتبار التصريح اساءة كبيرة و اهانة لساكنة المدينة التي دعمت الحزب و أوصلته الى كرسي الرئاسة. وفي ظل الصمت المطبق و الغريب في نفس الوقت للحزب الحليف، و أمام هذا الاستفزاز الغير المقبول، لم يكن امام فعاليات المدنية سوى المبادرة، في محاولة لرد الاعتبار، حيث شرعت في جمع توقيعات من أجل رفع دعوة قضائية ضد تطاول رئيس الجماعة الحضرية لتطوان باعتبار أن تصريحه كان إهانة لساكنة المدينة ولتاريخها الحضاري والانساني.. و أيضا خيانة لثقة الناخبين الذين منحوا اصواتهم لحزب المصباح. و لمن يجهل التاريخ -امثال هذا المسؤول- ان مدينة تطوان تعتبر من اعرق المدن المغربية، وكانت في بداية الخمسينات ثاني قوة اقتصادية بعد الدارالبيضاء ، وصنفت من طرف "اليونسكو" كتراث انساني عالمي، في الوقت الذي ينعتها مسؤولها، "بالقرية الكبيرة" ؟؟؟ و لتدارك الخطأ الفادح لرئيس جاهل بالتاريخ و الجغرافيا، فان الموقع الالكتروني لجماعة الحضرية لتطوان قام بحذف الفقرة موضوع النقد ، المدهش في الامر ،أن الامر قوبل باللامبالاة من احزاب تدعي انها تمثل الساكنة وتدافع على كرامتها قبل مصالحها ، وهذه الواقعة كانت كافية لتعرية الوجه الحقيقي لأحزابنا و كشف طبيعتها الانتهازية.