لا تسأل الطُغاة لماذا طغوا , بل اسأل العبيد لماذا ركعوا"؟؟؟.. هذا السؤال البسيط..لماذا؟؟..هو سر البحث في التاريخ..وعندما نجد كونية "المجتمع العبودي"..ونجد أن أصل العبيد..هم أسرى حرب. الذين خيروا بين الإبادة..أو العيش عبيدا..بعد ابتكار الإنسان..طبعا..الزراعة وتربية المواشي..ونجد آلاف مؤلفة من العبيد..ومدة تاريخية تتعدى قرونا وقرونا..ونجد أن أديانا ظهرت..وفلسفات..وتمردات حصلت..أشهرها ثورة اسبارتاكوس في الغرب..وثورة الزنج..والقرامطة عندنا..واستمر الحال..إلى العصر الصناعي..وبالضبط القرن 19م...وبالضبط بعد اكتشاف "الآلة البخارية"..وأصبحت "الطاقة الميكانيكية"..قادرة على تعويض العبيد (الطاقة البيولوجية)..استيقظ الضمير الإنساني فجأة!!..وارتفعت الأصوات وانتشرت كالريح..منادية بتحرير العبيد..وسنت القوانين..معلنة "موت العبد"..و"ميلاد العامل"..منهية تاريخ طويل من العبودية المباشرة..لكن هل انتهى الاستبداد؟..هل يمكن أن تكون هذه الآلاف الآلاف المتعاقبة من العبيد..التي أحرقت العبودية جسدهم وروحهم..وسرقت حياتهم..مجرد..جبناء وخانعين بطبيعتهم...هنا..لا بد أن نعترف أن مسألة الاستبداد..أعقد من مجرد أناس أرادوا أن يركعوا..وأناس أرادوا أن يطغوا..وإلا سقطنا في "الإرادوية" المحركة للصيرورة التاريخية..وأغفلنا قوانين التاريخ..وتعقيدات آليات بناء المجتمعات..وقوانين التطور البشري..وحتى ماركس قال بضرورة المجتمع العبودي في مرحلة ما من التاريخ..وردها إلى منطق التاريخ(المادية التاريخية)..ضرورة تتعلق بتراكم الثورة..وتراكم المعرفة..وتقسيم العمل..لتحقيق التجاوز المأمول..لكن..وبعد أن ظهرت الأنظمة الشيوعية..هل تحرر الإنسان؟..أم ظهرت أنظمة أشد وأعتى استبدادا..سميت في علم الاجتماع السياسي ب"الأنظمة الشمولية".." Régimes totalitaires"..هل فعل التحرر مبني على الإرادة والانفعال والرفض..أم لا بد من "المعرفة"..هل هو مجرد "محاربة استبداديين"..أم زرع لآليات اجتماعية وسياسية وحقوقيةوقانونية..في أرضية المجتمع لمنع الاستبداد من التوالد..ومحاصرته..تمهيدا لخنقه....لكن كل عملية زرع ..تسبقها عملية حرث وقلب لتربة المجتمع..