إن إنخراط الطلبة الفرنسيون في الإضرابات التي تعرفها هذه الأخيرة يبدوا للوهلة الأولى نوع من الفوضى أو ربما إضراب تضامني ,لإن سن التقاعد لا يعني هذه الشريحة من المجتمع الفرنسي... لكن إذا حللناه قليلا نجده نضال إستراتيجي بعيد المدى فالطالب الذي يناضل من أجل سن التقاعد و هو في سن 21 أو أكثر بقليل ينظر للأمور بشكل جد إجابي ,فكلما رفعنا من سن التقاعد قللنا من فرص أيجاد مناصب شغل و بالتالي أخرنا إدماج طالب اليوم و هو عامل و مستخدم و إطار المستقبل .فالطالب الذي يضرب عن الدراسة اليوم يعرف أن النظام الجديد للتقاعد يقلص من فرص العمل في المستقبل و عليه فإنه يسبق الأحداث و يطور الشكل النصالي العادي و الذي يكون إلى حد ما تكتيكي غالبا ما يكون مصحوبا بملف مطلبي أني إلى نضال إستراتيجي يحقق به أهداف على المدى البعيد. و عليه فالإضرابات التي يخوضها طلبة فرنسا ليست عبثية و لا فوضى ولا الهدف منها الشغب و لكنها في العمق أشكال نضالية لتحقيق مطالب على المستوى البعيد نجيب البقالي