أفادت مصادر صحفية، أن تطمينات وإجراءات وزارة الفلاحة الجزائرية بخصوص انتشار وباء الطاعون والحمى القلاعية بين المواشي، لم تنجح في ضبط مؤشرات سوق المواشي في الجزائر، فأمام تراجع تمويل أسواق الجملة بلحوم الأغنام بسبب غلق أسواق المربين، وعزوف نسبة كبيرة من المواطنين عن الشراء، تشهد محلات بيع اللحوم ركودا كبيرا في حركة البيع وإرتفاع أكبر في الأسعار التي تقدرها منظمة حماية المستهلك ب 10 بالمائة. وزارة الفلاحة تفشل في ضبط الاسواق ندرة لحوم الأغنام وتراجع الطلب وارتفاع الأسعار، يضيف موقع TSA بالعربية، مظاهر انعكست جليا على أسواق العاصمة الجزائر، حيث بدأ تأثر السوق واضحا عقب إعلان وزارة الفلاحة يوم 30 دجنبر الفارط، تسجيل إصابات بطاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية وسط المواشي. ورغم تطمينات نفس الجهة الرسمية للمواطنين بسلامة اللحوم، واتخاذها بشكل استعجالي لعديد من الإجراءات الاحترازية بما فيها غلق أسواق بيع المواشي ومنع تنقل هذه الأخيرة عبر الولايات، يبقى تخوف المواطنين كبيرا بخصوص لحوم الأغنام، وهو ما يتضح في عدد من أسواق العاصمة حيث بدت حركة البيع والشراء متوقفة لدى محلات اللحوم الحمراء، فيما ظهر النشاط كبيرا لدى باعة اللحوم البيضاء. لحوم الغنم ترتفع ب150دج في المذابح اللاّفت أن تراجع الطلب على لحوم الأغنام لم ينعكس على الأسعار بخفضها بل بالعكس، تضيف ذات المصادر، حيث ارتفعت الأسعار مقارنة بالأسبوع الفارط بنسبة كبيرة وصلت الى حوالي 10 بالمائة، و هو ما يؤكده صاحب قصابة في سوق خليفة بوخالفة (ميسوني)، في تصريح لذات الموقع الجزائري، والذي يوضّح بأن أسعار اللحوم قد شهدت زيادة ما بين 120 و150د.ج في المذابح، خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع سعر لحوم الأغنام من 1350 إلى 1470د.ج، وهي زيادة تضاف على الزيادة التي شهدتها اللحوم خلال موسم رمضان ب80د.ج والتي ظلت مستقرة إلى غاية ظهور هذا الوباء الجديد الذي ضرب قطعان المواشي في عدد من الولايات التي تعتبر الممول الأساسي للسوق على غرار الوادي والجلفة والمسيلة والبيض .. من جانبه يتحدث جزار آخر في سوق حسيبة بن بوعلي (كلوزال) بأنه يفضل ان لا يشتري لحم الغنم في هذه الفترة بسبب الزيادة الكبيرة التي تفرضها المذابح على التجار الذين يضطرون إلى ضمان هامش ربح لسلعهم بنسبة لا تقل عن ال 32 بالمائة من سعر الشراء الذي وصل في المذابح إلى 1450د.ج، ليصبح الجزار مضطرا لعرض سلعته بما لا يقل عن ال1800 د.ج على الأقل وهو ما لا يمكن أن يقبله المواطن الذي يصب انتقاداته في العادة على الجزار. زيادة ب10 بالمائة لدى القصابات زيادة في سعر لحوم الأغنام يقدّرها رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي ب 10 بالمائة، هي النسبة التي تضاف عليها نسبة تجار التجزئة لضمان الربح، فيما لم تسجل أسعار لحوم البقر أية زيادة في أسواق الجملة حسب ما يؤكده ذات المصدر، وأبدى المتحدث مخاوفه من زيادة جديدة في أسعار الأغنام أمام نقص اللحوم في الأسواق وذلك بسبب تفضيل بعض المربين عدم بيع مواشيهم في الفترة الحالية طمعا في ارتفاع أسعارها خلال الأسابيع القادمة في حال عدم القضاء على الوباء في اسرع وقت ممكن. أسعار اللحوم البيضاء أيضا من جانبه يلفت رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بالجزائر، الى تأثر أسعار اللحوم البيضاء بتبعات الطاعون الذي ضرب قطعان الأغنام، والذي جعل الكثير من الجزائريين يتفادون شراء لحوم المواشي واستبدالها بالدواجن التي شهدت زيادة ب20د.ج في الأسواق. تراجع نسبة تمويل الأسواق بلحوم الأغنام خلال الأسبوع الأخير، عامل يؤثر بشكل سلبي على مداخل التجار المتضررين من هذه الندرة التي تؤثر كثيرا على مداخيلهم. وهو نفس حال المربين الذين تم غلق الأسواق أمامهم زيادة على خسائرهم الكبيرة بسبب نفوق مواشيهم.