بعد أزمة الخضر والفواكه التي لاتزال الجزائر تعيش على وقعها، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، جاء الدور على اللحوم بعد أن أربك ظهور الحمى القلاعية أسواق اللحوم، وسط اتهامات للمستوردين بالتهويل من ظهور حالات مرضية بين الأبقار والماشية من أجل زيادة صفقات الاستيراد، بينما تستعد الأسواق لاستقبال شهر رمضان نهاية مايو المقبل. وقال عبد السلام شلغوم وزير الزراعة في تصريحات، أول أمس السبت، إن "الوزارة سارعت إلى فتح تحقيق لمعرفة مصدر الوباء الحيواني، مشيرا إلى طلب كمية معتبرة من اللقاح الخاص بهذا المرض، بغرض تلقيح كافة المواشي بداية من الإثنين في جميع محافظات الدولة".
وأمرت وزارة الفلاحة بمنع إقامة الأسواق والمعارض والتجمعات الحيوانية الخاصة بالأبقار والأغنام في مختلف المحافظات"، كما شملت الضوابط المتخذة أيضا "منع تنقل الماشية، إلا إذا كنت موجهة للذبح، مع ضرورة أن تكون مصحوبة بشهادة توجيه إلى المذبح من الطبيب البيطري ووضع مطهرات عند مداخل المذابح".
ويعتبر مربو الأبقار أن غلق الأسواق يعني ركود تجارتهم، فوزارة الزراعة تقول إن اللقاح سيكون لديها بدءاً من اليوم الإثنين، لكن وصوله إليهم قد يستغرق ما بين خمسة وسبعة أيام، وهي فترة يمنع عليهم بيع وشراء الأبقار، في انتظار العلاج أو الحمى القلاعية التي ستكون أسرع من اللقاح وتقضي على أرزاقهم..
وبالرغم من مخاوف المزارعين ومربي الماشية، فإن الاتحاد العام للمزارعين، حاول تهدئة الأوضاع، لكنه اتهم مستوردي اللحوم بالوقوف وراء تهويل خبر انتشار الحمى القلاعية، بينما تم اكتشاف المرض في 4 محافظات من أصل 48 محافظة.
ويضيف هؤلاء، ان مستوردي اللحوم هم من يستفيدون من حالة الحصار التي فرضت على مربي المواشي والأبقار لأنهم سيقدمون أنفسهم كبديل لتوفير اللحوم قبيل شهر رمضان..
ويصيب وباء الحمى القلاعية الحيوانات ذات الحافر، مثل الماعز والأغنام وبشكل أكبر الأبقار، ويستهدف الجهاز الهضمي للحيوان، وتؤدي إلى نفوقه، فيما ينصح الأطباء بعدم أكل اللحوم المصابة بالرغم من عدم انتقال العدوى إلى الإنسان.