يتواصل مسلسل نفوق الماشية عبر العديد من الولايات في الجزائر، جراء تفشي طاعون المجترات الصغيرة، والحمّى القلاعية، ما كبد المربين خسائر فادحة، جعلتهم يناشدون السلطات لاتخاذ تدابير ملائمة، لتطويق الوباء، ومن ذلك توفير كميات كافية من اللقاحات، واعتماد الشفافية في توزيعها، بعد تسجيل تجاوزات على هذا المستوى. وكشف رئيس غرفة الفلاحة بولاية الوادي، حسب موقع الشروق الجزائرية، عن نفوق العشرات من رؤوس الماشية على الشريط الحدودي ببلديات دائرة الطالب العربي، المحاذية لولاية تبسة، وذلك في الخرجة الميدانية التي قادته إلى المنطقة، في إطار تنفيذ تعليمات الوزارة الوصية، بمتابعة بؤر الأمراض التي تفتك بالحيوانات الأليفة لاسيما منها مرض الحمى القلاعية. وذكر ذات المصدر، أنه تنقل رفقة مدير المصالح الفلاحية لولاية الوادي، ورئيس المفتشية الولائية للبياطرة، وعدد من طاقمه، حيث قاموا بتلقيح مئات الرؤوس من المواشي، وإجراء عمليات تشريح ميدانية لحيوانات هالكة خلال ال24 ساعة الماضية، وأخذ عينات منها، من أجل إجراء التحاليل المخبرية، لتحديد مُسببات الأمراض ونوعيتها وكمية الجرعة التي يجب أن تُستعمل لمكافحة هذا الداء. وكان والي ولاية الوادي قد أصدر، نهاية الأسبوع، قرارا بإغلاق الأسواق الأسبوعية للماشية، ومنع تنقل الحيوانات عبر تراب الولاية، لمدة شهر، وذلك من أجل عزل المواشي المصابة بمرض الحمى القلاعية واللسان الأزرق، وعدم السماح لها بنقل العدوى للمواشي السليمة. وفي السياق ذاته، قرّرت السلطات الوصية بولاية الأغواط، غلق أسواق الماشية لمدة 30 يوما بسبب انتشار مرض طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، بعد أن تم تسجيل حالات أدت إلى نفوق عدد من الخرفان حديثي الولادة بذات الولاية على مستوى بلديات سيدي مخلوف،والأغواط، وقصر الحيران، والحويطة، وبن ناصر بن شهرة، إلى جانب حاسي الدلاعة والخنق وحاسي الرمل، وهو ما استدعى اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية بينها أخذ عينات لتثبيت المرض والتأكد منه عبر 5 بلديات مختلفة، مع مطالبة الوزارة بمنح حصة من اللقاح الخاص بالمرض. وغير بعيد عن الأغواط، طالب المربون بولاية الجلفة بضرورة التدخل العاجل لمصالح مديرية الفلاحة من أجل إنقاذ ماشيتهم، وقد أكد عدد من الموالين في حديثهم مع جريدة الشروق الجزائرية، بأنهم فقدوا منذ بداية الشهر الجاري عشرات رؤوس المواشي خاصة الخرفان بسبب انتشار مرض وبائي من المحتمل أن يكون الطاعون حسب الحالات التي تم تسجيلها، وأضافوا أن هناك من فقد أكثر من 200 رأس من الماشية، وآخرين فقدوا ما بين 40 و80 رأسا بكل من بلديتي دلدول وسد رحال، فيما فقد مربون آخرون أكثر من 250 رأس ببلدية فيض البطمة. وأبدى مربو المواشي تخوفهم من انتشار الوباء كما طالبوا بضرورة التدخل وحماية ماشيتهم من خلال توفير الأدوية وتسخير عدد من البياطرة وخروجهم إلى المناطق التي تعرف انتشارا رهيبا لهذا الوباء قبل انتشاره. وسائل النقل تساهم في انتشار العدوى وفي ولاية النعامة، صدر الأسبوع الفارط، قرار ولائي يتم بموجبه غلق كل أسواق الماشية المنتشرة عبر كامل تراب الولاية، لا سيما أنه تم تسجيل نفوق عدد من صغار الأغنام، . وحسب مصالح البيطرة بمديرية المصالح الفلاحية، فإن الحالات المصابة، اكتسبت الوباء من ماشية وافدة من ولايات شمالية، وسجلت نفوق أكبر عدد من الخرفان حديثة الولادة ببادية عاصمة الولاية النعامة، ونصحت ذات المصالح بعدم رضاعة الخرفان من النعاج المصابة واستبدال الحليب بالاصطناعي. وكشفت مفتشية البيطرة لولاية تيارت عن ظهور ثلاث بؤر للحمى المالطية عبر بلديتي الفايجة وتوسنينة بمجموع 500 رأس ظهرت الأعراض على نحو 30 رأسا منها وقد تم اقتطاع عينات الدم منها لأجل التحاليل. وجرى اتخاذ إجراءات، تتعلق بالحد من انتقال العدوى عبر غلق أسواق المواشي ومنع تنقل القطعان، واعتماد إجراء خاص للجزارين يتم بموجبه إصدار شهادة سلامة، للرؤوس التي يختارها الجزار من طرف بيطري على أن يتم الذبح في أقرب مذبح مراقب.