اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، بالجدل حول الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، حيث سجلت صحيفة "ليبرتي" أنه لم يسبق للطبقة السياسية والرأي العام في البلاد أن عاشا مثل هذا القدر من خيبة الأمل إزاء الانتخابات الرئاسية المتوقعة في أبريل المقبل، مشيرة إلى أنه قبل خمسة أشهر على الأقل من هذا الموعد يواجه المراقبون صعوبة في إيجاد رؤية واضحة ولا يعرفون ما إذا كان هذا الاستحقاق الانتخابي سيجرى في الموعد المحدد. وأبرزت الصحيفة في افتتاحيتها، أن التساؤل حول ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة من عدمه يبقى تاما بل إنه يتزايد مع اقتراب موعد الانتخابات. وأضافت أن "فكرة الاستمرارية، التي يدافع عنها كل بطريقته، من قبل الأحزاب التي تدور في فلك النظام، تواجه نوعا من التخلي التدريجي"، مشيرة إلى أن البعض يفضل وضعية "الانتظار والترقب"، تجنبا لانتكاسات سياسية محتملة. وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن البعض أطلقوا مقترحات تبدو مثل بالونات اختبار لمعرفة ردود أفعال الفاعلين السياسيين والمجتمع بصفة عامة إزاء مختلف السيناريوهات التي يفكر فيها النظام إذا ما تم استبعاد ترشيح بوتفليقة. وتحدثت الصحيفة عن وجود تصورين تم طرحهما من خلال كيانين حزبيين توليا تقديمهما للنقاش، ويتعلق أولهما بتأجيل الانتخابات الرئاسية، وهو الخيار الذي يدعمه زعيم حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، فيما يتعلق ثانيهما بتنظيم مؤتمر وطني شامل، وهو الاقتراح الصادر عن زعيم حزب "تجمع أمل الجزائر" (تاج) عمار غول. وأضافت الصحيفة أن باقي مكونات الطبقة السياسية رفضت هذين الاقتراحين اللذين زادا من الغموض الذي يخيم على الموعد الانتخابي لأبريل 2019، مشيرة إلى أن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية يدفع إلى الاشتباه في وجود أجندات غير مكشوفة من وراء مبادرتي هذين الزعيمين الحزبيين. وذكرت صحيفة "لكسبريسيون" من جهتها، أن اجتماعا لممثلي أحزاب التحالف عقد يوم الأحد بمقر التجمع الوطني الديمقراطي، مشيرة إلى أن هيئة التنسيق بين الأحزاب الأربعة في التحالف الرئاسي، وهي جبهة التحرير الوطني، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة الشعبية الجزائرية وتجمع أمل الجزائر، اجتمعت من أجل بلورة برنامج عمل موحد استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضافت الصحيفة أن إحداث هيكل تنفيذي جديد، يفترض أن يتولى الأعمال التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لجبهة التحرير الوطني، تم تأجيله إلى أجل غير مسمى على ما يبدو، بحجة أن "الأولوية ستعطى لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة". واعتبرت صحيفة "كل شيء عن الجزائر" من جهتها، أن اقتراح زعيم حركة مجتمع السلم بشأن تأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة فكرة نابعة من النظام، وأنه بات معروفا الآن على الأقل أنها لا تواجه الرفض. وكشف عبد الرزاق مقري في حوار مع الصحيفة الإلكترونية، أن مبادرته تحظى بتوافق داخل المعارضة وحتى لدى بعض مكونات النظام. بل أكثر من ذلك، قال إنه لاحظ ذلك القبول من خلال "الاتصالات" التي أجراها مباشرة مع الأطراف المعنية، دون أن يسميها.