النظام الجزائري غارق في مستنقع مالي ولذلك يرفض التدخل العسكري مخافة أن تظهر حقيقة تورطه
حوار "مثير" ذاك الذي ارتأت صحيفة "النهار الجديد" الجزائرية، المعروفة بارتباطاتها مع أجهزة المخابرات بالجزائر، أن تجريه مع الرئيس- الدمية عبد العزيز المراكشي، في محاولة يائسة لإثارة الانتباه إلى شخصيته المهترئة التي انتهت صلاحيتها واقترب أجل التخلص منها في أقرب صندوق قمامة في أي مكان بالجزائر.
كما جرت العادة، فإن الإبن العاق "المراكشي"، رئيس جمهورية الوهم، لا يمكن أن يفتح فمه إلا بعد إذن من الأجهزة الجزائرية المعنية. والمثير في الأمر أنه سكت دهرا ونطق ليس عجبا بل سفها.
مما جاء في حوار الصحيفة الجزائرية المذكورة – التي لا شك أنها أضاعت وقتا ثمينا على نفسها وعلى من يقرؤها – قول الدمية بأن المغرب "يضرب" استقرار المنطقة المغاربية، وأنه وراء تمويل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل "عن طريق الاتجار وترويج المخدرات عبر الحدود..."، و... و .. إلى آخر الأسطوانة الصدئة التي ما عاد أحد يستمع إليها، والتي يلجأ إليها الحكام الجزائريون في كل مرة أرادوا تحويل اتجاه الشعب الجزائري الشقيق وصرف انتباهه عن القضايا الملحة التي تعنيه بالدرجة الأولى.
يعلم الحكام في الجزائر علم اليقين أن المغرب قام ويقوم بجهود جبارة للقضاء على المخدرات، وهو الشيء الذي استرعى انتباه الغربيين بصفة عامة والأوربيين على الخصوص، وأثنى عليه أكثر من مسؤول أوربي، وأشادوا بالعمل الذي قامت به الرباط للقضاء على هذا الوباء الذي تركه الاستعمار من أجل تقسيم المغرب وتلغيمه. .
والجزائريون على علم كبير ودراية أكبر بصعوبة مكافحة مثل هذه الظواهر التي يغرسها المستعمر في مستعمراته السابقة من أجل إبتزازه في كل مناسبة، وإذا أردنا أن نذكر حكام الجزائر بما تركه لهم الفرنسيون، لن تتسع المجلدات لذكره، خصوصا وأن بعض الجزائرين بقوة تعاملهم مع فرنسا كانوا يستخدمون لقتل الجزائرين أبناء وطنهم وفي ظنهم أنهم فرنسيون، ولما خرج المستعمر تركهم كأي قبيلة جرباء يسمونهم "الحركيون"، هذا بالإضافة الى الأراضي الجزائرية الخصبة التي تحولت الى حدائق خلفية للأعناب الموجهة لصنع الخمور، وماتزال الجزائر لحد اليوم المصدر الأول للخمور.
ثاني الأكذوبة أن المغرب أيضا، كما أوحي للدمية أن يقول، لا يريد الاستقرار في المنطقة المغاربية. نريد أن نعرف هنا من وأد مبادرة الرئيس التونسي منصف المرزوقي بعقد لقاء قمة مغاربية للبت في القضايا التي تعيق سير المنطقة ..؟ ولماذا لم يستجب الرئيس بوتفليقة لنداء المرزوقي بإعلان مبادرة تاريخية للتصالح مع المغرب..؟ ولماذا لم يستمع لكل النداءات، من الشرق والغرب، التي تدعو إلى فتح الحدود مع المغرب ؟
أما ثالثة الأثافي فهي ادعاء الإبن العاق عبد العزيز المراكشي أن" الجزائر لا ناقة لها ولا جمل في قضية الصحراء."
إذن، لماذا أنفقت الجزائر الشقيقة - وما زالت تنفق بكل سخاء فاق الكرم الحاتمي الذي صارت بذكره الركبان – كل هذه الأموال التي هي من أموال الشعب الجزائري الشقيق، على قضية الصحراء إذا كانت هذه القضية ليست قضيتها، ولا تعنيها في شيء ؟ لماذا لا تقوم بنفس الجهد والمجهود لدعم القضية الفلسطينية التي لا يجادل أحد في أنها قضية العرب أجمعين ؟
لماذا لم تقدم أدنى دعم للثورة الليبية، والثورة التونسية، والثورة المصرية، والثورة اليمنية، والثورة السورية؟ تقول الجزائر، كما جرت عادتها، بأن دعمها للقضية الصحراوية ينبع من موقف مبدئي . فلماذا لا تدعم أي محاولة لتفتيت الوحدة الترابية للدول في القارة الإفريقية كما تدعم وتغذي ضرب وحدة المغرب، بل تأوي زمرة الانفصاليين على أراضيها ...؟ وهذه حالة مالي أمامنا . يعرف الدمية عبد العزيز أن للجزائر أكثر من ناقة وأكثر من جمل في قضية الصحراء. ولذلك، فهي تغذي وتذكي لهيب النزاع الذي أشعلت فتيله منذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين، وهي التي احتضنت كل العاقين من فصيلة عبد العزيز، وزودتهم بالعتاد والسلاح ليقتلوا إخوانهم المغاربة بالنيابة عنها. وهل هناك عاقل يتصور أن كل الدعم والمساعدة التي قدمها النظام الجزائري لصنيعتها ودميتها "البوليساريو"،إنما لوجه الله، ولا نريد منكم جزاء ولا شكورا..
الملاحظ أن هذه التصريحات – المفرقعات تأتي في وقت قام فيه المبعوث الأممي للصحراء، كريستوفر روس، بزيارة للمنطقة، سمحت له وللمرة الأولى، بأن يضع يده على حقيقة النزاع المفتعل في الصحراء، وقال في هذا الصدد بأن النزاع سياسي وحله مع الجزائر، وأن "القاعدة" ستخلق مشاكل كبيرة في منطقة الساحل.
ولا شك أن روس قال هذا الكلام وهو على علم، في هذا الصدد بالعلاقة المشبوهة بين "القاعدة" و"جبهة البوليساريو" من خلال وجود عناصر من الانفصاليين ضمن أفراد "القاعدة"، وكذا تورطهم في خطف أجانب واحتجازهم كرهائن، كما جاءت هذه التصريحات للتغطية على الموقف المتذبذب للنظام الجزائري إزاء الأزمة في مالي، خاصة ما يتعلق منها بنشر قوات إفريقية، وبتدخل عسكري من أجل إعادة الوحدة إلى هذا البلد الإفريقي، وكانت معارضة الجزائر قوية، لأن التدخل العسكري، خاصة من طرف قوات أجنبية، سيمكن هذه القوات من العثور على أسلحة جزائرية وأخرى روسية لدى الجماعات المسلحة الإرهابية التي تريد أن تعصف بوحدة مالي.
وتتضح حقيقة الرفض الجزائري، خاصة إذا عرفنا الهوة التي سقطت فيها الجزائر خلال غرقها في المستنقع المالي .
من هنا نفهم التصريحات الأخيرة للنظام الجزائري المعادية للمغرب فقط لأنه متشبث بوحدته أشد ما يكون التشبث، وكذلك التصريحات التي أوحى بها نفس النظام لأزلامه من فصيلة الإبن العاق، الدمية عبد العزيز المراكشي، في عملية مكشوفة لتبادل الأدوار.