شكل واقع وتحديات المغرب المعاصر محور مائدة مستديرة احتضنتها، أمس الأربعاء مدينة مراكش، في إطار اللقاء حول "اليهود المغاربة.. من أجل مغربة متقاسمة"، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد أحمد حرزني السفير المتجول لصاحب الجلالة والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أن الدولة المغربية حققت عدة إنجازات على المستوى السياسي والقانوني، مشيرا على سبيل المثال الى إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة التي مكنت من طي صفحة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان. وقال إن المغرب مدعو إلى المضي قدما من أجل تعزيز مسلسله في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان أكثر، مستعرضا سلسلة من الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال الانتقال الديمقراطي، وخاصة تفعيل دور الجمعيات وإصلاح مدونة الأسرة وضمان حرية التظاهر وتعزيز العمل النقابي. وتابع حرزني، أنه تم أيضا تحقيق انجازات أخرى همت البنيات التحتية والتنمية الاجتماعية ، كما تدل على ذلك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتطرق حرزني الى العديد من التحديات التي يتعين رفعها لاستكمال الانتقال الديمقراطي، وخاصة إعادة تفعيل مؤسسات الحكامة مثل مجلس الجالية المغربية بالخارج، وتصحيح الاختلالات التي تهدد التوازنات الاجتماعية، وتعزيز الحكامة، والنهوض بالتشغيل والاستثمارات وروح المبادرة، مع إعطاء قضايا الصحة والسكن والتعليم والبيئة كل الاهتمام الذي تستحقه. من جانبه، أكد رئيس جامعة ابن زهر بأكادير عمر حلي، على أهمية مظاهر التعددية والتنوع في بناء مغرب الغد، مشيرا إلى أن الهوية المغربية واحدة وغير قابلة للتجزيئ، تغذت بمكوناتها العربية الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، وأثرتها روافدها الإفريقية والأندلسية واليهودية والمتوسطية. وأوضح حلي أن العودة الحقيقية للهوية يمر عبر العودة إلى التنوع الحقيقي الذي عرفه المغرب ، مضيفا أن هذه الهوية تظل غنية ومتفردة في أصولها وجذورها. كما شدد على الدور الذي تضطلع به الجامعات ومراكز البحث العلمي بالمغرب في إبراز مظاهر التعددية التي تميز الذاكرة والمجتمع المغربيين. من جانبه أبرز إدريس خروز ، الخبير الاقتصادي والمدير العام لمؤسسة روح فاس ، التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في المجال الاقتصادي ، مشيرا على سبيل المثال الى التقدم الملحوظ المسجل في قطاع الاستثمارات العمومية والطاقات المتجددة. وتطرق خروز إلى بعض الصعوبات التي يعرفها الاقتصاد الوطني، ما يزيد في معدل البطالة في صفوف الشباب والخريجين، مؤكدا على ضرورة مكافحة الفقر والهشاشة والتهميش. أما محمد الطوزي، أستاذ العلوم السياسية، فأبرز التقدم المحرز في المجال الدستوري والتحولات التي شهدها المجتمع المغربي، مع التركيز على الإصلاحات المتضمنة في دستور 2011 والسبل الكفيلة بتفعيلها . وأوضح أن الدستور شدد ، بالخصوص ، على احترام التنوع ، والاعتراف بالخصوصيات والنهوض بها ، وتعزيز مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ،وكذا استقلالية السلطة القضائية. يذكر أن اللقاء حول موضوع اليهود المغاربة ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب .