أبرز مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ادريس خروز. مساء أمس الثلاثاء في مونريال. قيم التسامح والتعايش التي ميزت المغرب على الدوام . ودعا خروز خلال لقاء نظمته بشكل مشترك كل من طائفة السفارديم الموحدة للكيبيك. وتجمع (أور ححاييم ) ومجموعة التفكير (ذاكرات وحوار) أفراد الجالية اليهودية المغربية إلى مواصلة العمل من أجل " إبراز أننا نملك تاريخا مشتركا مع السعي لإعادة ربطه بسياقه " الراهن .
وشكلت هذه التظاهرة التي عقدت تحت شعار "الذاكرة والتعددية: أي مستقبل ليهود المغرب". بالنسبة للمحاضر فرصة للتذكير بتشبث اليهود المغاربة بالمملكة. سواء منهم الذين يعيشون داخل المغرب أو خارجه، متسائلا عن السبيل الأمثل الكفيل بجعل هذا التراث في تعدده "عنصرا من عناصر معرفة الآخر عبر العالم. وإدراك أن الآخرين هم أيضا جزء منا ".
وقال "نحن مجتمع. عربي ومسلم. ويهودي. وأمازيغي. يحمل ثقافة متعددة وغنية" فمن خلال هذا التنوع وهذا "التراث الثمين تتشبث المملكة بالحفاظ على ثروة اجتماعية وثقافية فريدة". مذكرا بأن الدستور الجديد المغربي. الذي تمت المصادقة عليه بأغلبية ساحقة في استفتاء فاتح يوليوز 2011، نص على أن المملكة "متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية. وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية. الموحدة بانصهار كل مكوناتها. العربية - الإسلامية. والأمازيغية. والصحراوية الحسانية. والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية".
ويرى خروز أن التراث يعد أداة للمساءلة كما أن استيعاب الهوية المغربية المتعددة يتعين أن يكون موضع ترحيب وتقدير باعتبارها قيمة رمزية. وخاصة في السياق العالمي الراهن. كما ذكر الحضور بالرعاية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس رعاياه من اليهود. مقتديا في ذلك بأب الأمة المغفور له محمد الخامس وكذا والده المغفور له الحسن الثاني.
وبعد أن ذكر خروز برفض المغفور له محمد الخامس المطلق لإدخال قوانين فيشي المعادية لليهود. قال إن المغرب انخرط حاليا في إصلاحات شاملة. مبرزا في هذا الصدد الخطاب التاريخي ليوم 9 مارس 2011، والذي أكد فيه جلالة الملك حرصه وإرادته في التغيير عن طريق رسم الخطوط العريضة للإصلاح السياسي والدستوري بهدف "تعزيز الديمقراطية. وضمان الحريات واحترام حقوق الإنسان وبعث الأمل والسلم الاجتماعي وقواعد التعايش " من أجل غد أفضل.
وأضاف أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس حرص منذ اعتلائه العرش على إرساء مساواة حقيقية بين جميع مكونات الأمة. مبرزا في هذا الصدد دسترة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة .
وبخصوص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، اعتبر خروز أنه " بالرغم من الجهود من كلا الجانبين. فلا تزال هناك طابوهات وأحكام مسبقة" يجب تجاوزها.
وقال خلال هذا الاجتماع الذي حضره .على الخصوص، عدد من الشخصيات البارزة. منها سفيرة المغرب في كندا. نزهة الشقروني. والقنصل العام للمملكة في مونريال. زبير حكم. أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لا يزال سببا في تشتيت منطقة الشرق الأوسط. مؤكدا أن "الحوار المسؤول" يظل أفضل طريق لإيجاد أرضية مشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.