في مفاجأة جديدة ضمن أحدث تطورات قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كشف مصدر تركي ل”الجزيرة” لم تسميه أن السلطات السعودية أبلغت الجانب التركي أنها ستدفع الدية الشرعية لعائلة جمال خاشقجي بمن فيها خطيبته خديجة جنكيز. كما أكد المصدر التركي أن النائب العام السعودي سعود المعجب أبلغ المحققين الأتراك أنه ليس لديه معلومات حول مصير جثة خاشقجي. هذا وقال المصدر التركي بحسب “الجزيرة” إن أنقرة أطلعت الولاياتالمتحدة عبر مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل والأوروبيين على الصورة الكاملة لجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده مطلع الشهر الماضي، وإن أنقرة تأمل في ضغط أميركي وأوروبي على السعودية للكشف عن التفاصيل. وأشار المصدر إلى أن الأدلة التي اطلعت عليها “هاسبل” تثبت أن الاغتيال تمّ بأوامر من مستويات سعودية عليا، مؤكدا أن المسؤولية الأميركية التي اطلعت على كامل الأدلة، غادرت تركيا وهي على قناعة تامة بتفاصيل الجريمة. وأكد المصدر أن لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان بنظيره الأميركي دونالد ترامب في باريس سيكون محطة أساسية في الموقف الأميركي من جريمة خاشقجي. وأضاف المصدر التركي أن أنقرة أطلعت دولا أوروبية على أدلة جريمة خاشقجي، وأنها تتوقع موقفا أوروبيا سيصدر قريبا، مشيرا إلى أن تلك المعلومات تعطي تصورا كاملا للجريمة وما سبقها من إعداد. وأوضح المصدر التركي للجزيرة أن السيارات التي نقلت جثة خاشقجي خارج القنصلية قادها أعضاء في فريق الاغتيال إلى مقر القنصل. وأضاف أن إفادات موظفي القنصلية بينت أنهم منعوا من الصعود للطابق الثاني بعد دخول خاشقجي، مشيرا إلى أنهم أُبلغوا أن اجتماعات دبلوماسية عالية المستوى تعقد في مكتب القنصل.
وعن المشاركين في عملية الاغتيال، قال المصدر إنه تم تشكيل ثلاث فرق لعملية التخطيط والتنفيذ والدعم، مؤكدا أن الفرق تم تشكيلها قبل البدء بالتخطيط. وحول الردود الدولية الجديدة، قال الاتحاد الأوروبي إنه ما زال ينتظر أن تكشف السلطات السعودية عما لديها من معلومات بشأن مقتل خاشقجي. في غضون ذلك، أبلغت الولاياتالمتحدة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنها تدين “القتل العمد” للصحفي السعودي جمال خاشقجي، وقالت إنه من الضروري إجراء تحقيق مستفيض وشفاف. وكانت أنقرة قد أبدت قبل هذه التسريبات بساعات تصميمها على المضي حتى النهاية لكشف من أصدر التعليمات بتصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، والإفصاح عن مكان جثته. وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اليوم الثلاثاء -في مؤتمر صحفي في نادي الصحافة الوطني بالعاصمة اليابانية طوكيو- إن بلاده طلبت من السلطات في السعودية الكشف عمن أصدر الأمر بقتل الصحفي. وأكد الوزير تصميم بلاده على المضي حتى النهاية لمعرفة من أصدر التعليمات بالقتل، مشيرا إلى أنهم طلبوا من الرياض تسليم المشتبه بهم ال18 لاستجوابهم بتركيا، وأن المملكة يقع على عاتقها إطلاع أنقرة على مكان جثة خاشقجي.