تشبه خريطة العالم العربي، اليوم، "رأس الأقرع" كما يقول المثل المغربي "فين ما ضربتيه يسيل دمو". فباستثناء بلدان قليلة اختارت، وقبل الحراك، ترسيخ دولة المؤسسات، تعيش باقي البلدان فوضى عارمة عوض "الفوضى الخلاقة" التي ابتدعها الغرب وبدأ تجريبها في المجتمعات العربية. في الجارة موريتانيا، لايزال الرئيس يعالج خارج البلاد بعد تعرضه ل"نيران" في عقر الدار، وفي الجزائر لحظة ترقب لما بعد بوتفليقة، وفي ليبيا حكومة جديدة بوزراء مع إيقاف التنفيذ، و في تونس ومصر سجال بيزنطي حول مفهوم الدولة، وفي سوريا حرب مجهولة العواقب. .. وهلم جرا.
الأردن الشقيق الذي يسعى إلى انتهاج درب الإصلاحات، يعيش على صفيح ساخن بعد الزيادة في المحروقات، وهي زيادة في حكم الإكراه، وكان في الإمكان تفاديها لو طبق العرب مبدأ التضامن وسياسة التكامل الاقتصادي.
للأسف الشديد، ضربت غمامة على العيون والعقول، وأصبحت الغاية هي هدم الأوطان بأيدي أبنائها.
مرة أخرى: الطريق الصحيح هو الحوار والإصلاح الديمقراطي.