يبدو أن حكومة بنكيران تختزن قدرا كبيرا من الشجاعة لم يشهد تاريخ الحكومات المغربية المتعاقبة مثيلا لها، فكل وزير يقدم على خطوة صغيرة لا أثر لها على الحياة اليومية للمواطنين يعتبرها شجاعة نادرة ، بينما تنزيل الدستور يضمن مبادرات أكثر جرأة لو توفرت الشجاعة لدى مكونات حكومة الشجعان، وهكذا أصبحت القرارات الكارثية شجاعة، فالزيادة في أسعار المحروقات شجاعة، والاقتطاع من أجور المضربين شجاعة، وتعنيف المتظاهرين شجاعة, حيث ذاق من هرمكة الحكومة ومحاكماتها العديد من المواطنين في العديد من المدن والقرى من ساكنة دور الصفيح والعمال والمعطلين والمتقاعدين والطلبة ومناضلي حركة 20 فبراير والصحفيين والمكفوفين والأشخاص في وضعية اعاقة،والمهاجرين من جنوب الصحراء، ونساء ورجال التعليم والصحة والعدل والحقوقيين وهلم جرا, ,,, وهنا تخون الشجاعة حكومتنا الموقرة فتستنجد بالعفاريت والجن لتجعل منها مشجبا تعلق عليها الخيبات، في حين أنه عندما تكون عوامل الانفجار الاجتماعي موجودة لا تحتاج الجماهير الى من يحرضها، فلماذا لم يكشف وزير التجهيز والنقل عزيز رباح عن العفاريت الذين يختفون وراء الشركات المستغلة لأذونات النقل (الكريمات) ورخص المقالع ، فهل نشر اللوائح شجاعة؟ وهل إخراج قانون منظم أو تسطير دفتر تحملات شجاعة؟ إن ذلك من صميم العمل اليومي العادي للوزارة، لكن الشجاعة أن يتم الكف عن توزيع الهبات والهدايا من فوق رأس الوزير، والشجاعة أن يسحب الوزير الامتيازات ممن لايستحقها من كبار العسكر والدرك والوزراء السابقين والحاليين والبرلمانيين والأثرياء وزعماء الأحزاب والنقابات والولاة والعمال والمنتخبين,,, وتعويضهم بالعاطلين والمعاقين والمحتاجين ومؤسسات البر والاحسان,,,,ففي الوقت الذي تضع تقارير دولية بلدنا في مؤخرة الترتيب في التنمية البشرية ، نجد أثرياءنا في قائمة فوربيس الشهيرة يحتلون الرتبة الرابعة افريقيا، والتاسعة عربيا والخامسة والسبعين عالميا وذلك في قياس مراكمة الثروات,ان الشجاعة تقتضي مخاطبة سكان دواوير أولاد مبارك والحنشة وسوق السبت وأولاد عرفة والساكنية بلغة الحقيقة, فهم من جعلوا منك رئيسا لبلدية القنيطرة وبرلمانيا فوزيرا، واذا انهزمت أمام تعنت العفاريت الكبار اعلن عن استقالتك بشجاعة.