قال المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس، شارل سان برو، ان تاريخ العلاقات بين فرنسا والمغرب، هو تاريخ صداقة طويلة، مبرزا الطابع "الاستراتيجي الحقيقي" للمحور الفرنسي- المغربي. واوضح شارل سان برو، الخبير في العلاقات الدولية خلال ندوة نظمت مساء الخميس بمناسبة مائوية الحرب العالمية الاولى ، بمقر مؤسسة شارل ديغول بباريس، ان هذا المحور بين أمتين عريقتين يعد اساسيا من اجل تكثيف والحفاظ على الحوار الضروري بين ضفتي المتوسط. واضاف المتحدث "هناك رابط فريد يجمع بيننا. تم نسجه عبر تاريخنا المشترك، في أبعاده المتعددة ، من حماية الامس، الى شراكة اليوم. لكنه اكثر من مجرد ارث، انه واقع يتم بناؤه يوميا، ويعد بالكثير في المستقبل". وقال " الامر يتعلق بعلاقة مثالية. انها علاقة صداقة تعود بالفائدة على الامتين، والتي تعد بالنسبة لشعبينا "رأسمالا ثمينا" مبرزا انه اذا كانت الصداقة الفرنسية المغربية ينتظرها مستقبل زاهر، فلانها تقوم على تطابق رؤيتنا، وقوة قيمنا المشتركة،ووفاء لا يتزعزع". وعبر شارل سان برو في هذا الصدد عن "اعتزازه لدعم فرنسا الثابث للقضية الوطنية المغربية العادلة ضد الانفصال بالصحراء المغربية." واشار الى ان "هذه الصداقة يجب ان تتيح مواصلة سعينا نحو تطوير التعاون من اجل العمل معا على بناء مستقبلنا على جانبي المتوسط". وذكر الخبير الفرنسي بالالتزام المكثف للمغاربة استجابة لنداء ملوكهم، الى جانب فرنسا،وبالشجاعة والبسالة التي برهن عليها الجنود المغاربة في المعارك التي خاضوها على عدة جبهات دفاعا عن الحرية والكرامة. وقال ان الجنرال ديغول الذي اراد تكريم المملكة عقب الحرب، وشح المغفور له محمد الخامس بوسام رفيق التحرير، مشيرا الى ان المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه هو القائد الوحيد لدولة اجنبية الذي وشح بهذا الوسام اعترافا بشجاعته الكبيرة، ورؤيته المتبصرة. واضاف منذ ذلك الحين اتجهت فرنسا والمغرب نحو المستقبل من اجل بناء صداقة متينة، وهو العمل الذي يتواصل في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس . من جهتها ابرزت السيدة نعيمة موغير رئيسة جمعية (السفيرة) المنظمة لهذه الندوة في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء الاهمية القصوى التي يكتسيها هذا اللقاء بالنسبة للعديد من الشخصيات من مختلف الافاق، وايضا بالنسبة لافراد الجالية المغربية بفرنسا الذين جاؤوا بكثافة لحضورها، مؤكدة ان التاريخ المشترك للمغرب وفرنسا يجب ان يحكى لشباب البلدين حتى يكونوا على علم به والمساهمة من جهتهم في بناء مستقبل مشترك قوامه السلم والحرية، والاحترام المتبادل. يشار الى انه تم الوقوف في بداية الندوة دقيقة صمت، ترحما على روحي المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، والجنرال ديغول. وشهدت الندوة تدخلات عدة شخصيات مدنية وعسكرية ، ضمنها باحثون ،ومؤرخون،وجامعيون،ومتخصصون في العلاقات الدولية، الذين سلطوا الضوء على أحداث الحربين العالميتين، ونتائجها المدمرة. ومن بين هذه الشخصيات، شكيب بنموسى سفير المغرب بباريس الذي اكد على أهمية إحياء الذاكرة، خاصة في ما يتعلق باحداث، مثل الحرب العالمية الاولى، من اجل التذكير بالتزام رجالات ضحوا بحياتهم نصرة للقيم المشتركة للحرية والديموقرطية، والعدالة والسلام،والتسامح والعيش المشترك. كما اكد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير، خلال اللقاء ،ان المغرب وفرنسا، ما فتئا يعملان من اجل تثمين الذاكرة التاريخية المشتركة، الغنية والحافلة بالدروس بالنسبة للاجيال القادمة. وسلط الكثيري الضوء على الجوانب البارزة لاحداث الحربين العالميتين الاولى والثانية، التي لبى خلالهما المغاربة نداء عاهلهم الملك محمد الخامس طيب الله ثراه. وحظيت الندوة بدعم مؤسسة شارل ديغول،وسفارة المغرب بفرنسا، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير،ونادي ابن خلدون، ومعهد مانديلا.