سيناريوهات..وتوقعات..واحتمالات.. ماذا بعد تشكيل وتنصيب "المجلس الوطني للصحافة"؟! قراءات تتوالى ..ولا تتوقف..وكلام تلو آخر عن تبعات الخروقات التي شابت انتخاب وتنصيب المجلس..
وفي الأفق، سيناريوهات ناتجة عن وصول قيادات من "النقابة الوطنية للصحافة المغربية" إلى "المجلس الوطني للصحافة".. لقد أبرز المجلس، حتى قبل اجتماعه بعد تنصيبه، إشكالية التنافي القانوني: فراغ في قيادة النقابة، وربما أيضا في مؤسسات أخرى منها "بيت الصحافة".. والتنافي يعني ضرورة عقد جمع عام نقابي لاختيار مكتب وطني جديد.. والأنظار تتجه إلى الصحافية فاطمة حساني لقيادة النقابة.. هي صحافية مناضلة، ذات مواقف جادة محترمة.. أما عن الذين وصلوا إلى قيادة "المجلس الوطني للصحافة"، فالمقاعد هناك ليست مريحة.. مقاعد المجلس في أشواك..وتواكبها ملفات قضائية..وهذه أيضا تؤدي إلى توقعات منها احتمال إلغاء انتخابات المجلس.. كلمة القضاء ستكون حاسمة! الكلمة الأخيرة ستكون للقضاء! وهذا يعني إعادة انتخابات المجلس، ويعني أن من تم إيصالهم إلى المجلس، على ظهر غيرهم، وعلى أساس خروقات، سيفقدون المجلس، ومعه يفقدون النقابة..خاسرون في كل الاتجاهات.. هنا وهناك وهنالك.. وربما تعقب هذا وقفات أمام العدالة، للإجابة على أسئلة أخرى، من قبيل: من أين؟ وكيف؟ والثمن لن يؤديه ذوو الخروقات النقابية وحدهم، بل أيضا من ساندوهم وشاركوهم.. ووزارة الاتصال قد تكون هي أيضا من الأطراف التي ستؤدي الثمن..وربما تظهر أطراف أخرى... يبدو أن المشهد الصحافي، والإعلامي بصفة عامة، مقبل على تغييرات جذرية، على كل الأصعدة: المجلس، النقابة، الوزارة، الدعم، وربما إعادة النظر في قانون الصحافة والإعلام الجديد.. السرعة القصوى تؤدي إلى أهداف قد لا تكون كلها سليمة..والخيال يفتح مزيدا من الأبواب أمام سيناريوهات أخرى، منها مراقبة العلاقات النقابية مع منظمات إعلامية دولية..وها هو الفساد النقابي قد أساء لعلاقات بلادنا مع الخارج.. ويجب تصحيح المسار الإعلامي المغربي، بكيفية تحافظ على الحقوق، وتضمن للمتلقي واجبات المهنة.. وما وقع في بناية وزارة الاتصال من تفويت للمجلس إلى قيادة النقابة، يعتبر خرقا آخر للقانون، وضربة أخرى للسمعة المغربية..ولا نستطيع صيانة سمعة بلادنا بمؤسسات يطغى عليها اللاقانون.. التغيير حتما قادم.. وهذه السيناريوهات، ورغم قتامتها، ستفيد التطور الإعلامي الوطني من حيث أنه يطمح لبناء إعلام ذي مصداقية بحثية وإخبارية وتحليلية واستنتاجية، ومؤهل لصناعة رأي عام وطني سليم.. الإعلام المغربي، بكفاءاته وما في صفوفه من ضمائر مهنية، يسعى للتخلص من عقلية الزبونية وسوء التدبير والتسيير..وتمكين بلادنا من إعلام نزيه، ونقابات تمارس التنافس بما يخدم الحقيقة والرأي العام.. وكل السيناريوت تقود إلى تغيير إيجابي في المشهد الإعلامي الوطني.. وهذا التغيير حتما قادم.. احتمال وارد جدا!