قال محمد بودن، المحلل السياسي، يظهر أن حزب التقدم والاشتراكية سلك نفس النهج المعتمد عند كل محنة يواجهها، واستعار نفس الصيغ والأفكار التي أطرت البلاغات السابقة وتحديدا بلاغ ما بعد إعفاء نبيل بنعبد الله. وأضاف بودن في تصريح لدوزيم، أن البلاغ الصادر أمس عن التقدم والاشتراكية لم يتضمن قرارا وإنما توقف عند انتظار ما ستفرزه المحطات القادمة وخاصة الدخول السياسي المقبل، كما تضمن عتابا مبطنا لحزب العدالة والتنمية، وكأنه يشير لنكران الجميل بعد الصدمات التي تلقاها منذ مشاركة حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب حزب العدالة والتنمية في حكومة ما بعد 2011. واستطرد بودن: "نستنتج من هذا البلاغ أن ميثاق الأغلبية بدون معنى في ظل عدم قدرته على ضبط هذا الإشكال بين مكونين حليفين داخل الأغلبية، وأن حزب التقدم لم يقو على انتقاد الهندسة الحكومية ووضعية كتابات الدولة في البناء الحكومي في الوقت المناسب، بل تحدث بعد تأثره بحذف كتابة الدولة في الماء، واعتقد أن الأحزاب المسؤولة لا يفترض فيها قبول تعديل توجهاتها من أجل كتابة دولة، وبعدها لا تجد الإجابات الا في انتقاد وضعية كتابات الدولة برمتها". وزاد المتحدث،" العلاقة بين حزبي العدالة والتنمية و التقدم والاشتراكية أصبحت معقدة و التفاعلات بينهما صارت أكثر تركيبا، لكن لا اعتقد أن سيناريو خروج حزب التقدم والاشتراكية من الحكومة سيعلي من أهميته في المشهد السياسي وهو الذي قضى في الزمن الحكومي 20 سنة، بل أرى انه سيكون مقدمة لعزلة صعبة و تحوله لحزب ثانوي بتاريخ كبير". وكان حزب التقدم والاشتراكية خرج يوم أمس ببلاغ يطالب فيه سعد الدين العثماني بتفسير خلفيات حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء التي كانت ترأسها القيادية في التقدم والاشتراكية شرفات أفيلال.