اسفرت احتفالات الهالوين هذه السنة عن مقتل ثلاث فتيات والعديد من الجرحى في احد الملاعب الاسبانية التي تحولت إلى مكان للاحتفال بهذا العيد، في حين خلف إطلاق النار في ليلة الاحتفال بولاية كاليفورنيا الامريكية، عن جرح ما لا يقل عن اربعة اشخاص. وبالرغم من تزامن احتفالات الهالوين مع إعصار ساندي، الذي ضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدةالامريكية وأسفر عن سقوط نحو 101 قتيلا وعشرات الجرحى، فإن الامريكيين احتفلوا بالهالوين في العديد من المدن والولايات، مساء الأربعاء 31 اكتوبر 2012، كما هي عادتهم كل سنة.
ويوافق الهالوين، الذي تعود جذوره لإرلندا، عيد القديسين عند المسيحيين، ويحتفل به الامريكيون في 31 أكتوبر من كل عام، حيث يقومون بارتداء الملابس الغريبة والأقنعة المرعبة والقيام بالخدع، للتشبه بالأشباح، كما يقوم الأطفال بطرق أبواب المنازل للحصول على الحلوى والنقود، وتتزين البيوت باليقطين "القرع".
وتذكرنا هذه الاحتفالات بما نقوم به عندنا بمناسبة عاشوراء وبكرنفالات "بيلماون" بسوس أو "بوجلود" و"السبع بولبطاين" في مناطق اخرى من المغرب، و"أوداي نتعشورت" في كلميمة و "بوحصريرة " بمنطقة الريش. ..
وتعني كلمة هالوين الليلة المقدسة (بحيث أن كلمة Hallow = يقدّس، و Hallowed= مقدّس، ومنها Halloween= عيد التقديس)، أو عيد جميع القديسين وهو في الاصل احتفال بفصل الخريف وفيه يتنكر المحتفلون بأزياء الساحرات، والأشباح، والرمز الأكثر شيوعا لعيد الهالوين هو القرع الجلاطي المسمى بالانجليزية Pumpkins. وكان الدرويديون القدماء، les druides وهم كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة و بريطانيا و ايرلندا، يقيمون عيدا كبيرا للاحتفال بالخريف يبدأ في منتصف ليلة الواحد و الثلاثين من أكتوبر و يمتد عبر اليوم التالي، الأول من نونبر.
وكانوا يؤمنون أن إله الموت العظيم، و يسمى سامان، يدعو سوية في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة و التي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات. لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة.
وهناك بعض العادات الغريبة التي نشأت بالارتباط مع الهالوين حيث يقوم البعض بسرقة بوابات وقطع أثاث وإشارات و هلم جرا، لجعل الناس يعتقدون أنها سرقت من قبل الأرواح الشريرة، و بالطبع لا أحد يقترب من المقبرة في الهالوين لأن الأرواح تنهض في هذه الليلة.
وقد تولدت عن هذه الاحتفالات بعض الظواهر الجديدة والغريبة التي حاولت مسايرة للعصر، حيث ان الاطفال يرتدون ملابس وأقنعة في محاكاة لابطال مسلسلات وأفلام الرعب، وأصبحت الاحتفالات تتسم بنوع من العنف الذي يمكن ملاحظته في بعض السلوكات الاجرامية التي ليست لها علاقة بأصل الاحتفالات، وهو ما يمكن ملاحظته عندنا بمناسبة الاحتفال بعاشوراء او بوجلود او زمزم..
وتقول إحدى الاساطير ان "جاك"، وهو عجوز بخيل وشرير ومدمن على الخمر، كان في يوم من الايام يعاقر الخمرة في حانة، وفجأة تبدى له الشيطان يريد شراء روحه، ونظرا لشطارة "جاك" مكره فقد استطاع استمالة الشيطان ليشاركه احتساء الخمر، وعند مطالبتهما بأداء فاتورة ما استهلكاه من شراب، تحوّل الشيطان إلى قطعة نقدية، فالتقطها جاك وقام بوضعها في حافظة نقوده، وبهذه الحيلة استطاع ان يحتجز الشيطان، إلا ان هذا الاخير استطاع ان يقنع جاك بإطلاق سراحه مقابل تركه وشأنه وعدم مرافقته وأخده للجحيم.
وعند وفاة جاك بُعث في الجنّة، إلا انه طُرِد منها، بسبب شخصيته الشرّيرة، ولمّا لم يجد مكانا يأويه توجه إلى الجحيم حيث استقبله الشيطان الذي كان سعيدا بتذكيره بوعده القديم، وانتهت المفاوضات بينهما بأن منح الشيطان جمرة متقدة لجاك لكي يستنير بها، فوضعها في تجويف "لفتة"، ومنذ ذلك الحين و"جاك" يتجول بفانوسه ثم استبدلت اللفتة بعد ذلك باليقطينة (أو القرع).
يشار أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ألغى احتفالات عيد "هالوين" هذه السنة، الذي اعتاد إقامته للأطفال بالبيت الأبيض، ليجوب المناطق التي دمرها إعصار"ساندي"، وذلك في إطار حملته الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في 6 نوفمبر الجاري.