كتب الموقع الإخباري المالي "مالي جيت"، اليوم الثلاثاء، أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة عيد العرش يعد خارطة طريق حددها جلالته لاستكمال إصلاح الاختلالات الاجتماعية في مواعيد ملزمة. وأوضح الموقع في مقال بعنوان "خطاب العرش: الملك محمد السادس يدعو إلى اتخاذ تدابير اجتماعية عاجلة" أن جلالة الملك دعا إلى العمل من اجل إصلاح الاختلالات الاجتماعية و الاستجابة لتطلعات المواطنين ، التي تتقاسمها معهم أعلى سلطة في البلاد . وأضاف الموقع أن جلالة الملك سجل أنه "ليس من المنطق أن نجد أكثر من مائة برنامج للدعم والحماية الاجتماعية من مختلف الأحجام، وترصد لها عشرات المليارات من الدراهم، مشتتة بين العديد من القطاعات الوزارية، والمتدخلين العموميين"، مشيرا إلى النقص الحاصل في التنسيق بين السلطة التنفيذية والأحزاب السياسية، المطالبة بالقيام بنقد ذاتي للعب الدور المنوط بها في إطار تأطير المواطن. ولاحظ الموقع أنه لهذا دعا جلالة الملك الى اعتماد السجل الاجتماعي الموحد الذي سيشكل المفتاح لإصلاح النظام الاجتماعي بشكل كامل، مضيفا أن الأولوية الأخرى تتعلق بنظام المساعدة الطبية (راميد) ، الذي يتعين تصحيح الاختلالات التي يعاني منها وذلك في أقرب وقت ممكن لضمان حق جميع المواطنين في الولوج الى العلاج. وأضاف أن الأمر نفسه الشيء ينطبق على المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المدعوة الى سرعة أكثر والارتقاء إلى مستوى الانتظارات الشعبية. وأشار المصدر ذاته الى أن جلالة الملك لم يكشف عن نموذج اقتصادي واجتماعي جديد فحسب ، بل حدد الموعد النهائي لإنجازه، فالمواعيد النهائية المحددة لعملية إعادة التشكيل هذه هي من بين أكثر النقاط الملزمة في هذا الخطاب ولا تترك مجالا للانتظار أو التقاعس. واعتبر أن العدالة الاجتماعية تشمل أيضا الحفاظ على الموارد المائية، التي تعد مادة حيوية شكلت واحدة من أهم محاور خطاب العرش. ولاحظ الموقع المالي أن جلالة الملك دعا الحكومة والمؤسسات التابعة لها إلى اتخاذ التدابير العاجلة وتعبئة كل الوسائل المتاحة للتعامل مع الحالات المستعجلة والمتعلقة بضعف توفير مياه الشرب للسكان وكذا لسقي الماشية، وخاصة خلال فصل الصيف . كما شدد جلالة الملك على ضرورة مواصلة سياسة بناء السدود الجديدة، وهو مجال يعتبر المغرب رائدا فيه. وفي هذا الصدد ، حرص جلالته على الحفاظ على هذا التقليد ، كما يتضح من السدود الثلاثين ذات الأحجام المختلفة ، التي تم تشييدها خلال الثمانية عشر عاما الماضية. وأخيرا، يضيف (مالي جيت)، دعا جلالة الملك في خطابه الأحزاب السياسية إلى ضرورة " الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع وبين كل مكوناته". وخلص الموقع إلى أن الملف الاجتماعي يحظى باهتمام جلالة الملك ويشغل باله، سواء باعتباره ملكا أو باعتباره إنسانا.