أكد عبد الكريم بن عتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اليوم الأربعاء بالصخيرات، أن المغاربة القاطنين بفرنسا يشكلون حلقة وصل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويساهمون في التنمية السوسيو اقتصادية للبلد الأم وبلد الاستقبال. وأبرز بن عتيق، في كلمة خلال افتتاح الورشة الموضوعاتية الأولى للخبراء المغاربة المقيمين بفرنسا تحت شعار "الابتكار والتكنولوجيات الحديثة: الفرص المتاحة للمغرب"، أن المغاربة المقيمين بفرنسا، وبفضل انتمائهم المزدوج وكفاءاتهم ومؤهلاتهم، استطاعوا فرض وجودهم ليصبحوا رافعة للتنمية والتعاون تعمل على تعزيز الشراكة بين البلدين، ومن ثم الحاجة إلى تأطير جهودهم من أجل استهداف أمثل لمساهمتهم في التنمية. وأشار، في هذا الصدد، إلى السياسة المندمجة التي وضعها المغرب لفائدة مغاربة العالم، الرامية إلى حماية حقوقم وتدعيم الروابط مع البلد الأم وتعبئة كفاءاتهم من أجل المساهمة في مختلف أوراش التنمية بالمملكة، مذكرا بإطلاق "الجهة الافتراضية 13" التي تشكل فضاء للتبادل بين المغاربة المقاولين عبر العالم ونظرائهم بالمغرب. وبهدف تعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بفرنسا، يضيف السيد بن عتيق، تبنت الوزارة مقاربة موضوعاتية من خلال تنظيم سلسلة تشمل 12 ورشة موضوعاتية لتحديدد أفضل الأدوات وآليات التنفيذ بغية إرساء شراكة فاعلة ومستدامة. وأوضح أن الورشة تندرج في إطار اللقاءات الهادفة إلى تعبئة خبرة الكفاءات المغربية في فرنسا، ومواكبة نجاح الإصلاحات التي أطلقها المغرب، وإرساء الروابط والشراكات بين هذه الكفاءات والنظراء بالمغرب، ومواكبة المشاريع الاستثمارية وتشجيع نقل التكنولوجيا والخبرة. واعتبر الوزير أن الجالية المغربية بفرنسا تعد من أهم الجاليات الأجنبية المقيمة في هذا البلد والأكثر دينامية واندماجا، مسجلا أن مغاربة العالم يمثلون نموذجا للاندماج الناجح، من خلال شغل مناصب المسؤولية ويساهمون في تقدم بلدان الاستقبال. من جانبه، قال سفير فرنسا بالمغرب، جون فرانسوا جيرو، إن تعزيز شراكة استثنائية يمر عبر المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يضطلعون بدور حيوي في تدعيم العلاقات الثنائية، مسجلا أن الدراسة بفرنسا تستقطب الشباب المغاربة، إذ يأتي المغاربة على رأس قائمة الطلبة الأجانب المقبولين في المدارس الفرنسية العريقة. وأبرز أن العديد من المدارس الفرنسية اختارت إحداث فروع لها بالمغرب، لتعزز بذلك العرض المدرسي بالمغرب الذي يولي أهمية خاصة للغة الفرنسية، مضيفا أن هؤلاء الطلبة سيصبحون في المستقبل قادة سيساهمون، من خلال تجربتهم وخبرتهم، في إثراء الروابط بين البلدين وتنمية بلدهم الأصل. وأشار أيضا إلى سياسة المملكة المتوجهة نحو القطاع الرقمي، من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية المغرب الرقمي 2020، داعيا إلى تعزيز التعاون في المجال الرقمي والمقاولات. وتناقش الورشة، المنظمة على مدى يومين، مواضيع في إطار ورشات، تهم على الخصوص "المعطيات والتكنولوجيات الرقمية"، و"الطاقة والنجاعة الطاقية والبيئة"، و"الاستثمار وإحداث المقاولات بالمغرب"، و"المدن والجهات والتراب".