قد لا تخرج الدورة 21 من منافسات كأس العالم في كرة القدم، التي ستستضيفها روسيا من 14 يونيو الجاري إلى 15 يوليوز المقبل ، بمشاركة 32 منتخبا من مختلف القارات، عن المألوف ، ذلك أنها ستشهد كسابقاتها منافسة كلاسيكية بين منتخبات أوروبا وجنوبأمريكا التي احتكرت الألقاب العشرين منذ انطلاق المونديال عام 1930 بعاصمة الأوروغواي مونتيفيديو. كما يسجل المونديال الروسي أول مشاركة لأربعة منتخبات عربية في دورة واحدة، وهي المغرب وتونس ومصر والسعودية، وحلول ضيفين جديدين من الوزن الخفيف على المونديال وهما منتخب باناما وإيسلندا ، وغياب مجموعة من المنتخبات اعتادت المشاركة في هذا العرس الكروي العالمي. هل تستمر المنافسة الكلاسيكية بين أوروبا وأمريكاالجنوبية على الكأس أم ستخرج هذه المرة عن القارتين؟ وتناوبت أوروبا وأمريكاالجنوبية على استضافة المونديال حتى سنة 1970 حيث حط الرحال بأمريكا الشمالية وتحديدا بالمكسيك التي نظمت المونديال ثانية عام 1986، قبل أن تستضيفه بلاد العم سام في 1994 ، ثم تقاسمت كوريا الجنوبية واليابان تنظيمه عام 2002، على أن تحظى القارة الإفريقية ممثلة في جنوب إفريقيا بشرف احتضانه لأول مرة عام 2010. وتقاسمت ثمانية منتخبات ، خمسة من أوروبا وثلاثة من أمريكاالجنوبية ، اللقب العالمي منذ النسخة الأولى التي احتضنتها الأوروغواي في 1930 ، بينما سيكون المنتخب الإيطالي حامل الكأس أربع مرات، الغائب الأكبر عن النهائيات للمرة الأولى منذ 60 عاما. ويأتي منتخب "الصامبا" البرازيلي على رأس المتوجين بالكأس إذ ظفر بها خمس مرات (1958، 1962، 1970، 1994 و 2002)، الثلاث الأولى منها شارك فيها الجوهرة السوداء بيلي ، متبوعا بالمنتخبين الإيطالي بأربعة ألقاب( 1934، 1938، 1982و 2006) والألماني بنفس الرصيد (1954، 1974، 1990و 2014). وأحرز منتخبا الأوروغواي والأرجنتين الكأس مرتين الأول عامي1930 و1950 والثاني عامي 1978 و1986 ، فيما رفعت منتخبات إنجلترا (1966) وفرنسا (1998) وإسبانيا(2010) الكأس مرة واحدة. على مدار تاريخ المونديال أفلح منتخبان فقط في الفوز بالكأس خارج قارتيهما، وهما المنتخبان البرازيلي في دورة 1958 بالسويد و " المانشافت " في الدورة العشرين عام 2014 بالبرازيل، علما بأن دورتي 2010 بجنوب إفريقيا و2006 بألمانيا سجلتا تفوق منتخبين أوروبيين آخرين هما على التوالي المنتخبان الإسباني " لاروخا" والإيطالي " الأزوري ". وقبل كل مونديال تتعدد التكهنات والتخمينات بشأن المنتخبات المرشحة للفوز بكأس النسخة رقم 21 وإن كان من المسلم به أن نتيجة أي مباراة تحسم على أرضية الميدان وليس على الورق. وكما في الدورات السالفة يكون المنتخب البرازيلي، الوحيد الذي شارك في نهائيات كأس العالم منذ أول دورة بالاوروغواي عام 1930 ، مرشحا فوق العادة لإحراز اللقب إلى جانب منتخبات ألمانيا، حامل اللقب على حساب المنتخب الأرجنتيني ، ثم المنتخب الإسباني الذي يتطلع لتكرار إنجاز 2010 بجنوب إفريقيا، ثم المنتخب الفرنسي بطل دورة 1998 على أرضه وأمام جمهوره وبدرجة أقل منتخب الأرجنتين الذي لم يتأهل للمونديال الروسي إلا بشق الأنفس. فهل ستبقى الكأس في القارة الأوروبية أم أن أمريكاالجنوبية ستسترجع هيبتها وريادتها للكرة العالمية أم ستكون الكأس ال21 من خارج المحميتين. -- شمس المونديال تغيب عن منتخبات كبيرة مثلما حمل مونديال روسيا 2018 البهجة لبعض المنتخبات التي تمكنت من كسر العقدة والحصول على مقعد به ، كمنتخب مصر الذي كسر حاجز ال28 عاما ، ومنتخبي أيسلندا وبنما اللذان تأهلا لأول مرة في تاريخيهما، حفل أيضا ببعض المفاجئات غير السارة، بل المفجعة، لمجموعة من أعرق المنتخبات في تاريخ كأس العالم على غرار المنتخب الإيطالي بطل العالم أربع مرات (1934 ، 1938 ،1982 و2006). كما يغيب عن المونديال الروسي منتخب " الطواحين "الهولندي، الذي أصبحت مشاركته شبه دائمة منذ دورة 1974 بألمانيا، حيث خاض أول مباراة نهائية وخسرها أمام منتخب البلد المضيف (1-2) ، فضلا عن نهائي 1978 بالأرجنتين أمام منتخبها المحلي (1-3) وثالث بجنوب إفريقيا عام 2010 أمام المنتخب الإسباني (0-1) مع احتلاله المركز الثالث بالمونديال الأخير بالبرازيل . وسيكون المنتخب البرتقالي، صاحب الصولات والجولات في البطولات الكبرى، والذي قدم للعالم نجوم ا أفذاذ ا كيوهان كرويف ويوهان نيسكنز وماركو فان باستن ورود خوليت ودينيس بيركامب وباتريك كلويفرت ورود فان نيستلرويء والحارس الكبير فان دير سار وغيرهم، ثاني أبرز الغائبين عن المونديال الروسي بعد منتخب " لاسكوادرا أزورا ". وتضم قائمة المتغيبين أيضا المنتخب الشيلي،الذي شارك في كأس العالم تسع مرات ، والمتوج بالنسختين الأخيرتين لكأس أمريكاالجنوبية " كوباأمريكا" ، ومنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي لم يفوت أي موعد منذ عودته إلى المشاركة في مونديال 1990 بإيطاليا بعد غياب استمر 40 سنة. على الصعيد القاري يسجل غياب المنتخبين الكاميروني " الأسود عصية الترويض"، صاحب الرقم القياسي في عدد المشاركات الإفريقية في كأس العالم بسبع مشاركات، والغاني " النجوم السوداء"، صاحبا الإنجاز الأبرز في تاريخ المشاركة الإفريقية في نهائيات المونديال رفقة منتخب السنغال، ببلوغ الثلاثة دور ربع النهاية في المونديال. لأول مرة أربعة منتخبات عربية في المونديال للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم لكرة القدم ، تشهد النسخة 21 مشاركة أربعة سفراء عرب في دورة واحدة،ويتعلق الأمر بمنتخبات المغرب وتونس ومصر والسعودية ومصر . القاسم المشترك بين المنتخبات الأربعة عودتها لأجواء المونديال بعد غيبة ليست بالقصيرة إذ سيشارك المنتخب المصري في المونديال الروسي بعد 28 سنة من الغياب والمنتخب المغربي بعد 20 سنة ، فيما تعود آخر مشاركة للمنتخبين التونسي والسعودي إلى سنة 2006 في ألمانيا. وتأمل المنتخبات الأربع في تحقيق إنجاز عربي ملفت بتجاوز عتبة الدور الأول، الذي سبق للمنتخبين المغربي (1986) والسعودي ( 1994) بلوغه ، بينما يمني المنتخبان المصري والتونسي النفس في تخطي دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخهما. وتشارك ثلاثة منتخبات في المونديال للمرة الخامسة وهي المغرب ( 1970- 1986 -1994-1998) وتونس (1978- 1998-2002- 2006-) والسعودي ( 1994- 1998- 2002- 2006) ،فيما يشارك المنتخب المصري لثالث مرة (1934- 1990 ). ويخوض المنتخب المغربي منافسات المونديال الروسي ضمن المجموعة الثانية التي تضم منتخبات إسبانيا ( بطلة العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012) والبرتغال (بطلة أوروبا 2016) وإيران ( بطل آسيا 1968 ،1972 و1976). ويجري أسود الأطلس مباراتهم الأولى ضد منتخب إيران في 15 يونيو في سان بترسبورغ ، ثم يلتقون منتخب البرتغال في 20 منه في موسكو، قبل أن يختموا الدور الأول بمواجهة منتخب إسبانيا يوم 25 من ذات الشهر في كالينينغراد.