اقتصرت مشاركة الدول العربية في بطولات كأس العالم على التمثيل المشرف، وينسب لمصر أنها أول دولة عربية تشارك في النهائيات خلال النسخة الثانية عام 1934 في إيطاليا، بينما ينسب لتونس أنها أول دولة تفوز في إحدى مبارياتها في المونديال خلال النسخة الحادية عشر عام 1978 في الأرجنتين، كما ينسب للمغرب أنه أول بلد يتأهل للدور الثاني في النسخة الثامنة عام 1986 في المكسيك. وتمتلك السعودية رقما خاصا للعرب في المونديال، وهو التأهل إلى النهائيات أربع مرات متتالية آخرها في النسخة الثامنة عشر عام 2006 في ألمانيا، لكنها تتساوى في عدد مرات التأهل للمونديال مع كل من المغرب وتونس وكذلك الجزائر بعد تأهلها إلى مونديال 2014 الذي سيقام في البرازيل بعد أيام. يعتبر سجل العرب في المونديال فقير للغاية، حيث لا تحتوي المشاركات العربية على إنجاز حقيقي غير التأهل للدور الثاني، الذي تحقق مرتين فقط من أصل 20 مرة تأهل فيها منتخب عربي للنهائيات، فكانت الأولى إفريقية عبر المغرب خلال النسخة الثالثة عشر عام 1986 في المكسيك، والثانية آسيوية عبر السعودية خلال النسخة الخامسة عشر عام 1994 في أمريكا، علما أن شرف التأهل نالته ثماني دول عربية فقط من أصل 23 . ولم ير المونديال العرب في نسخته الأولى في أوروجواي عام 1930، لكن النسخة الثانية عام 1934 في إيطاليا شهدت المشاركة الأولى عبر المنتخب المصري، وانتظر العرب 36 عاما بعد ذلك حتى يتمكنوا من المشاركة في المونديال من جديد، وتكفل المغرب بذلك في النسخة التاسعة عام 1970 في المكسيك. وغاب العرب مجددا عن النسخة العاشرة عام 1974 في ألمانيا، إلا أن غيابهم هذه المرة لم يدم طويلا حيث مثلت تونس العرب في النسخة الحادية عشرة عام 1978 في الأرجنتين، لتحقق أول فوز عربي في المونديال وكان على حساب المكسيك. وبعد النسخة الحادية عشرة لم تغب شمس العرب عن المونديال حتى الآن، حيث شهدت النسخة الثانية عشر عام 1982 التي أقيمت في إسبانيا مشاركة أول فريقين عربيين هما الجزائر عن القارة الإفريقية والكويت عن القارة الآسيوية. وشهدت النسخة الثالثة عشرة عام 1986 في المكسيك مشاركة ثلاث دول عربية للمرة الأولى وهي المغرب والجزائر عن القارة الإفريقية والعراق عن القارة الآسيوية. وفي النسخة الرابعة عشر عام 1990 في إيطاليا، شارك المنتخب المصري للمرة الثانية في المونديال وعلى الأراضي الإيطالية بعد المرة الأولى عام 1934 في إيطاليا أيضا، فيما كانت الإمارات ممثلة عرب آسيا في المونديال والتي شاركت فيه للمرة الأولى في تاريخها. وشارك في النسخة الخامسة عشرة عام 1994 في أمريكا، المنتخب السعودي للمرة الأولى والمنتخب المغربي، والنسخة السادسة عشر عام 1998 في فرنسا انضمت تونس إلى المنتخبين نفسهما. وفي النسخة السابعة عشرة عام 2002 التي أقيمت للمرة الأولى في القارة الآسيوية عندما استضافتها كوريا الجنوبية واليابان معا، شاركت السعودية للعام الثالث على التوالي ممثلة لعرب آسيا وتونس للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخها ممثلة لعرب إفريقيا. أما النسخة الثامنة عشر عام 2006 في ألمانيا، فقد شهدت مشاركة منتخبي السعودية للمرة الرابعة ممثلا عن عرب آسيا، وتونس للمرة الثالثة على التوالي ممثلا لعرب إفريقيا والرابعة في تاريخه. وشهدت النسخة التاسعة عشرة والأخيرة عام 2010 التي أقيمت في جنوب إفريقيا، تراجع المشاركة العربية إلى منتخب واحد فقط وهو المنتخب الجزائري الذي خاض منافسات البطولة ضمن المجموعة الثالثة بجانب إنجلتراوأمريكا وسلوفينيا. وفي النسخة العشرين التي ستنطلق بعد أيام في البرازيل، سيكون على عاتق المنتخب الجزائري بمفرده حمل راية المنتخبات العربية في المونديال للمرة الثانية على التوالي وتخطى إخفاق البطولة الماضية وتحقيق إنجاز عربي جديد يتخطى التأهل للدور الثاني الذي سبق أن حققته المغرب عام 1986 في المكسيك، والسعودية عام 1994 في أمريكا.